
حينما طفت مشكلة دارفور الى سطح موجات الإعلام العالمي ..وباتت تتصدر نشرات الأخبار بصورها التي تدمي القلوب وتدمع لها العيون ..قال لي أحد أخوتنا الفلسطيين دون أي تعاطف مع ضحايا تلك المحارق بل بما يشبه الإستنكار .. يا زلمه شو هاي مشكلة دارفور التي أصبحت تصدّع رؤوسنا ليل نهار ؟ فقلت له في حزمٍ لا يقبل المزاح والله أردنا أن نحمل عنكم شيئاً من ضغط قضيتكم على مسامع وأبصار الناس حيث كنتم تتكرمون بملئها ليل نهار على مدى نصف قرن من الزمان ، فخشينا عليكم من أن يضيق بكم الناس ذرعاً لوحدكم ! تراجع الرجل في خجل وهو يردد مطأطئاً رأسه وكأنه يكلم نفسه .. الحال من بعضهُ يا زلمه لا فرق لافرق ثم انصرف على عجل ! وحينما جاء الزعيم الراحل ياسر عرفات في بواكير إنقلاب مايو سنة 1969 و رافق الرئيس نميري في أولى جولاته خارج العاصمة وكانت الى مديرية الجزيرة ، قابلناهما في الحصاحيصا بالجموع الهادرة وبالدموع الطافرة و إنشقت الحناجر الثائرة بالهتاف حماساً ومناصرة للقضية الفلسطينية التي كنا نقدم دعمها على كل القضايا بما فيها قضايانا الداخلية الملحة ! وعندما أُخرج الفلسطينيون من بيروت عقب الإجتياح الإسرائيلي لها في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي ، كان السودان من أوائل الدول التي بادرت بإيوا المئات من الأسر الفلسطينية من عامة اللاجئين بينما فضّل القادة مصايف تونس لإقامتهم وأسرهم ! بعدها خرجنا الى ديار الغربة وأحتككنا بالكثير من الجاليات ، فكنا نجد الإحترام من غالبيتها بينما يروّج من دعمناهم بالدم والمال والمأوى على ترابنا بأننا أكسل شعوب الأرض ، بل تجد معاملات تعيننا في الدوائر والشركات التي يهيمنون عليها المعاكسات التي تخرجنا من المنافسة رغم توفر الكفاءة العلمية والخبرة العملية فينا وبشهادة الغير ! تمر بنا كوارث المجاعات و السيول والحروب فيستنفر ذلك الينا كرام القوم من أهل الدارفي بلاد الإغتراب وغيرهم ، فلا يقدم --- أكثر