والفوز سيكون لقمة سائغة بلا خج وخمج. وسيكون أمام المعارضة ـ حينها ـ سوى الولولة والزعيق ، في أذن المجتمع الدولي (القاعد في اضنينو) بأن مراكز الاقتراع كانت خاوية على عروشها. فالبشير وزمرته لا يخشون الفضايح، فهم حين كانت هناك انتخابات بمراقبين محليين واقليميين ودوليين فعلوا ما كان يحلو لهم وقالوا للكل: طز! فما بالك واليوم ـ دعوا قوى الاجماع الوطني لها فأبو وقاطعوا، فهذه ستكون حجّتهم أمام كل سائل من دول الجوار، من الاتحاد الافريقي والجامعة العربية (يحفظها الله) من امريكا واوروبا والمنظمات العالمية بما فيها هيئة الامم المتحدة (وليحفظهم الله أجمعين ـ أيضا). اذا كانت المقاطعة هي أداة قوى الاجماع لدحر النظام فيعلِموا الناس كيف سيتأتى ذلك.. وأما ان كانت من أجل كشف زيف النظام وعورته ـ فهذا النظام يتبختر مثل فرعون عاريا منذ أن ولدته أمه/الجبهة الاسلامية التي لم تضعه حتى في قماط! ولنكون واضحين، ذهبت قوى الاجماع الوطني لتلتقي بالجبهة الثورية (حاملي السلاح) مرّة ومرات في مدن وأقاصي أجنبية ـ في الأوّل ذهبوا وحين عادت وفود الاحزاب انكر بعض قادتها تفويضهم لوفودهم لتوقيع اتفاق (قالوا ارسلناهم لإرساء تفاهمات) وبدءوا حزبا حزبا بالتنصل وتأويل ما حصل كل على هواه (ما علينا) فهرول البعض نحو القصر، وحصل ما حصل من فركشة.. ثم عادوا واتلموا تاني.. وذهبوا ثانية وثالثة وتمت التفاهمات الأخيرة وطارت البيانات من أديس وباريس. وفي هذه الأحايين ظلت الجبهة الثورية حاملة سلاحها منافحة النظام الغاشم ومدافعة عن مواطنيها لوحدها، ولم تحد عن الطريق قيد أنملة. تذهب للقاء الاجماع الوطني كلما عنّ للإجماع بأن يجتمع بهم. والتقت بالنظام مرات ـ ولكنها لم ترخي سلاحها ولو للحظة ـ فهذه هي استراتيجيتها التي لا تحيد عنها: أن تظل رافعة سلاحها وهي تحاور إلى أن يستجاب إلى مطالبها.. فهل للإجماع الوطني استراتيجية؟! وأجب ـ جازما ـ بلا.. فلئن كان لها تحالف (تفاهمات؟) مع الجبهة الثورية --- أكثر
↧