حين افلتتني من عناق امومتها الحنون ،، ونفض عن عيني دمعها الهتون،،بدت لي ،، انها هي،،ذات خالتنا خجيجة لولا ،خدود غير مفصدة،،واكتناز خالتنا الجديدة،،بدت بسيطة وطيبة كشان القدماء،،فضلتنا علي راكوبة شيدت علي شعب متينة،،صقلت بايادي ماهرة مدربة،،كانها من صنع ود اب ضرس،،مهندس الرواكيب المخضرم في انحاءنا،،تلاصقت الغرف الطينية،،متينة،،واسعة نظيفه،،ثم لدهشتنا جاءت لنا بشراب الليمون،،،نفس الطعم ،والاواني،،وطريقة التقديم... بدت بسيطة،،ملئية دربة ومعارف،،بنظرة واحدة تري كيف صنعت جنتها البهية،،،وهذا ما ساود له بالتفصيل..... قالت خالتي خجيجة انه ينبغي علينا بدا ان ناخذ البركة من مسري البركات،،قبل ان ناوي الي مستقرنا ،،قالت انه كفيل بان يجعل مقامنا مبارك ومن مسرة وحبور،،زادت انه البرزخ الذي ترفرف فيه ارواح الاسلاف الطيبة حامية لنا من الشرور.. في صعيد من الحوش الواسع ،انتصب مبني طيني،،بدا شبيه بالخلاوي وان كان بين الوساع...وقفنا امام بابه الخشبي،،عالجت غلقه ،،الخشبتان المتخاصرتان،،فانفتح،،لينفتح عالم من الدهشة والاسرار... خلعت نعلييها ففعلنا مثل مانفعل في الاضرحة والمزارات،، عمدت لفانوس اضاءته ،فتبدتت العتمة،،وفاح بخور جد اليف،،،ثم بانت الاشياء حولنا،،كان بينا انه احتشد هنا،،كل تنزلات الاعالي،،واشواق من بالارض للعروج،،كل محاولات الاسلاف للوصال بعوالم غامضة،،وكل مراسيل انبياء الزمان القديم،،لابد ان كل الالواح المزامير والطقوس قد وجدت لها حظا من الحضور... كل شئ كان هنا،،،الفروة المتشكلة بصورة حيوان خرافي،،المسابح والعصا المحقوفة ملاي بالتصاوير،،،ابريق النحاس كما ورثه خالي عتمان،،تعاويذ ومخطوطات ،،رسومات لمطالع النجوم،،وترميز بدا لي مثل علم الجفر،،ودع مثل ماهو عندنا،،،برش ملفوف بعناية،،ومنحوتات واشغال بكل مواد الكون،،زبر الحديد،،مجسم خشبي لسفينة نوح،،،كتابات بلغات شتي،،،عالم غامض وعجيب.... ما حدث بعد ذلك هو الاغرب.........جلست القرفصاء،،مسكينة --- أكثر
↧