
قلت في مقال سبق أن أستاذنا عد الخالق محجوب نصح الأستاذ الموسيقار محمد وردي ألا ينضم إلى حزبه الشيوعي يوم عرض الموسيقار ذلك على أستاذنا في أعقاب ثورة أكتوبر. وكان ذلك حرصاً منه على وردي ألا يتغلغل في حزب لم ينم بعد حساسية أدق نحو المبدعين، وله حساب سياسي نزق عجول على دائر المليم متى حادوا عن خطه قيد أنملة. ولم يسمع وردي الكلام. و"جالو" . فما اجتمع وردي في أخريات حياته بوزير الدفاع بالنظر يوماً وعمّ الخبر حتى "نجر" فيه الشيوعيين نجرتهم المعلومة. فقاطعوه. ولم يدعوه ليكون حادي ليلتهم السياسية الأولي بعد عودة الأحزاب في أثر اتفاقية نيفاشا. بل لم يزينوا الليلة بأناشيده المسجلة التي كانت إنجيلهم في ما مضى. وحل أبو عركي محله. ثم سئلت سعاد إبراهيم أحمد عنه فقالت إنه لم يعد فنان الشعب. بجانب حكاية وردي الذي ضرب بنصيحة أستاذنا عرض الحائط وذاق الأمرين حتى أضطر إلى استرضائهم بعرض منحه داره في الكلاكلة مقراً لحزبهم الشيوعي . . . بجانب ذلك تجد في المقال أدناه ملابسات كتابة وثيقة "نحو حساسية شيوعية تجاه الإبداع والمبدعين (1976) التي كتبتها خلال القيام بمسؤلياتي في قيادة العمل الثقافي بالحزب. وبدا لي من تقلب الشيوعيين والمعارضين بين محبة الفيتوري وجفائه خلال العقود منذ الستينات، أن هناك من لم يفهم الكلام. ولم يكن ذلك مصادفة غير سعيدة. فالعلة في النفوس التي حملت قضايا لا تملك لها صرفاً ولا عدلاً. فإلى المقال: كنا نعرف في النصف الأول من ستينات القرن الماضي أن الشاعر محمد مفتاح الفيتوري بين ظهرانينا. وكان قد عاد إلى السودان بعد إكمال تعليمه في مصر. ولم نعلق في الجيل اليساري على وجوده أهمية ما إذ كنا نعد وجوده زي عدمه. بل كنا متى ذكرناه نسبناه إلى زوجه آسيا عبد الماجد وكانت ممثلة حسنة الأداء. ما أسقمنا منه أنه كان يحرر مجلة ''هنا أم درمان'' الحكومية في عهد اللواء طلعت فريد. ولم تكن مجلة ''هنا أم درمان'' ولا حكومة طلعت فريد عندنا بكبير شيء. وأ --- أكثر