بالمنطق جيوش بلا (لازمة)..!!! صلاح الدين عووضة salahawouda@yahoo.com *حين اقترحنا حل حكومة ولاية الخرطوم قبل أيام - ضبطاً للإنفاق العام- ضجَّت التعليقات متسائلة:(ولماذا الخرطوم وحدها؟! فليحلوا حكومات الولايات كافة).. *ونفر من أصحاب التعليقات هذه مضوا شارحين: خلال الحقب الفائتة كلها كانت الأقاليم تُدار - بكفاءة شديدة- بواسطة (محافظين).. *لم يكن أي من الأقاليم هذه - أي الولايات الآن- يحتاج إلى والٍ ووزراء ومستشارين ومعتمدين ورؤساء لجان شعبية ونواب مجالس تشريعية.. *وشهيد الصحافة محمد طه محمد أحمد كان دائم الاستشهاد بقدرة شخص واحد - هو سلاطين باشا- على إدارة شؤون إقليم دارفور كله من على ظهر جمل في مقابل الجيوش الجرارة من المسؤولين في أيامنا هذه.. *ورغم ما في المقارنة هذه من غرابة (كمية) فإن سلاطين (غير السوداني) كان يهتم بأدق تفاصيل قضايا مواطني إقليمه.. *ومن القضايا هذه - على سبيل المثال- قضية الفتى الوسيم الذي عشقته امرأة تكبره سناً لتتزوجه وسط عاصفة داوية من احتجاجات أهله.. *فقد عمل سلاطين على حل الإشكال المذكور وهو جالس على فرش في ظل شجرة من أشجار التبلدي.. *أما في زمان الجيوش الجرارة هذا فإن كثيراً من القضايا يجد المركز نفسه مشغولاً بها بسبب عجز الحكومات الولائية عن إيجاد حلول لها.. *وفضلاً عن العجز إزاء القضايا هذا فهنالك العجز المالي الذي على المركز سد فجوته - باستمرار- بسبب متطلبات (الجيوش) من مرتبات ومخصصات وامتيازات ومأموريات وفارهات و(سرايات).. *وسلاطين باشا لم يكن يكلف خزانة حكومته نصف ما تكلف احتياجات والٍ واحد فقط - دون حاشيته - خزانة حكومتنا الآن.. *ويونس الدكيم كان يدير الولاية الشمالية كلها - من على ظهر حصان- دون أن (تغرق) في عهده عاصمة الولاية كما حدث في زماننا هذا رغم الوزراء والمستشارين والمعتمدين واللجان والآليات والميزانيات.. *وفي عهود سودان ما بعد الاستقلال - قبل أن تأتي الإنق --- أكثر