
بلا انحناء فاطمة غزالي gazali2008@hotmail.com الدِّيْمُقْرَاطِيِّةُ .. طَوْقُ النَّجَاةِ بينما الشّعب يتنسَّم عبق الحرية بفضل ثورة أكتوبر آنذاك، ويتطلّع إلى مستقبل زاهر يطوي صفحات حكم العسكر، ويتقن صناعة الحلول للحرب في الجنوب، أطلق القيادي الجنوبي ووزير الرّي حينها بوث ديو سكرتير حزب الأحرار الجنوبي وهو أوّل تنظيم سياسي بجوبا، والصوت الذي ارتفع وطالب للجنوبيين بحقوقهم المشروعة، أطلق بوث كلمات أحسبُها صادقة في معانيها، ولامست عصب الحقيقة التي تهرَّب منها قيادات السودان في دولتيه الشمالية والجنوبية، وهي حتمية إدارة الشأن السوداني بطريقة ديمقراطية كيما تُبْرئ الجرحات، حقيقة قالها بوث في حديثه عن الأوضاع ما بعد حكومة حينما نطق قائلاً "إن ثورة أكتوبر بلا شك قد أعادت إلى البلاد الوضع الديمقراطي الذي يمكن أن يتفاوض فيه الناس، ويتحادثوا ويناقشوا مشاكلهم بحرية.. أما فيما يخص بالجنوب فإنني أعتقد بأن الجنوب كان سينفصل أيام حكم العسكر إذا لم تقم ثورة أكتوبر، بمعنى أن الأحوال وصلت إلى أسوأ درجاتها، وكانت تتفاقم باستمرار ولو لم ينته النظام العسكري".. قطعاً تعيدنا هذه الكلمات إلى النقطة الجوهرية التي تقف حاجزاً وسداً منيعاً أمام التوصل إلى حلول سلمية توافقية بين دولتي السودان وجنوب السودان، وهي أن لا مخرج من الضنك الذي تعيشه البلاد إلا (الديمقراطية) التي تفسح المجال لكل الطيف السياسي لأن يصنع القرار ويملك القدرة على اتخاذه بعقلية تدرك ماهية المصالح الوطنية وتراعي حقوق الشعب. الأزمة القائمة بين السودان وجنوب السودان من الصعوبة بمكان تجاوزها في ظل نظامين أقرب للشمولية منه إلى الديمقراطية، حقيقة الحكومتان تمارسان المزاجية في إدراتهما لشؤون الشعبين، فالإنقاذ منفردة بقراراتها، ومتمسكة بحرصها على نهج الإقصاء في القضايا المصيرية للسودان قبل انفصاله، والشاهد على ذلك رفضها لدخول التجمع الوطني في حلبة الصراع التفاوضي في نيفاشا، --- أكثر