Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | المقالات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

أحاديث التقسيم "بتجيب" التقسيم

$
0
0
جمال علي حسن

كثرة الحديث عن سيناريو تقسيم السودان إلى خمس أو أربع دويلات وتكرار هذا الحديث وكأنه أمر واقع ومتوقع يسهم ذلك بالإيحاء والتحريض لسيف التقسيم كي يمضي بسهولة في عنق وجسد هذا الوطن. أحياناً يتحول التحذير من الشيء إلى ترويج له وتحفيز عليه، أكثر من كونه عملاً وقائياً لتجنبه، ولذلك حين بدأت الثورة السورية كان للإعلام دور كبير في تسخينها وتحويلها من ثورة مؤجلة إلى ثورة معجل بها بصورة متوقعة.. فغيض ماء هذه الدولة العربية بسرعة ذوبان رهيبة للاستقرار فيها وقُضي أمرها على فوضى لا مثيل لها، وكنت شاهداً على بدايات هذه الحالة الثورية في سوريا في ذلك الوقت، وشاهداً على دور الإعلام في تسخين الأوضاع وتأليب الأطراف لمائدة الموت والحريق. سؤال زينة اليازجي للرئيس البشير في حوار سكاي نيوز حول عدم قدرة النظام على المحافظة على وحدة السودان جاء في سياق مقارنة مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي نجحت قياداتها التاريخية في صنع أنموذج وحدة بين عدد من الإمارات الخليجية في دولة واحدة . هذه المقارنة بصيغتها التي طرحتها زينة وهي تتحدث عن نزعات انفصال جديدة في بعض أقاليم السودان هي من نوع المقارنات التي تروج لهذا السيناريو الذي يتحدث عنه البعض . لأن انفصال الجنوب والذي لم نكن يوماً من المباركين أو الداعين إليه لكنه لا يجب أن يعني لنا إقراراً وتسليماً ببداية تقسيم السودان إلى ثلاث أو أربع أو خمس دويلات بحسب ظنون بعض المراقبين وتحليلات جماعة من المحللين ورغبات الراغبين في ذلك . أخطر وأسوأ ما في هذا النوع من التحليلات والتوقعات أن أصحاب تلك التحليلات يعتبرون أن تحقق نتائجها سيشكل إضافة تراكمية لاحترافية أسمائهم كمحللين استراتيجيين أو خبراء أو مراقبين محترفين، ولذلك يطرح بعضهم تحليلاته ويجلس في مقاعد المشاهدة المتحفزة منتظرا وآملاً في تحقق وصدق تلك النتائج والتوقعات، بل ينشط في خلق علاقات وربط بين الأحداث ويستعين بكل مؤشر حقيقي أو غير حقيقي لكنه يدعم له رؤيت --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>