
شتان بين القوانين التي تصدرها الدول لصيانة كرامة مواطنيها حينما تكون هي من صلب كرامتها وبين تلك التي ترتجلها على عجل الحكومات لتحتمي خلفها من غضبة ذلك المواطن متى ما بلغ سيله الزبى وفاض كيله فوق معايير الصبر عليها ! فالأولى تظل مثل الجدران السميك الذي تتكسر عنده أجنجة الرياح ويتبعثر ريشها لانه يمثل بسط العدل بين الناس ومن ثم سيطرة الدولة على مقاليد الأمور مسترشدة بارادة أمتها لا تجاوزاً لها ..أما الثانية فهي كالأسلاك الشائكة التي تسهل مرور العواصف وقد تأخذها في طريق خُطاها ولو أسالت الدماء في سيقانها الهائجة أو إنغرست في الوجه فلا يهم كل تلك التضحية بالأذى عندما ستتساوى في لحظة غضبتها خيارات الموت ببسالة أو الحياة بكرامة في ميزان إنسانيتها المهدرة بالظلم ! فالأزمة الحالية بين إفلاس الحكومة وتخبطها في محاولات علاج أزمتها الاقتصادية بعدم الحكمة واحتقان الشارع المغبون منذ زمن .. لن تقف عند زيادة أسعار الغاز التي ستجر معها المزيد من أطماع التحالف بين اهل السياسة المنزلقين غوصاً في لجج الفشل وأصحاب المال المنتفعين بخراب بيت الوطن وأهله وستمضي حتما الى مربعات أخرى ستطعن في لحم المواطن الحي إن كان لازال فيه من رمق الحياة والاحساس بالطعن .فالمؤشرات كلها تقول ان اهل الاسلام السياسي يشعرون بخطر تلك العاصفة التي قد تهب عليهم في أية لحظة ، فنجدهم يرتمون في أحضان النظام واجفين ومرتبين لاعادة تاريخهم السي في استعداء الشارع احياء لشعارات الجهاد التي أزهقت أرواح الشباب الذي غرر به بتلك الفرية التي فضحها واقع الحال وهم يفعلون ذلك حفاظا على ما اكتسبوه من سحت بالنفاق وليس لتوريث هؤلاء الأجيال نظاما اسلاميا مستداما في بلد ما مزقت أوصاله الا رؤيتهم العشواء و رعونة نهجهم الاقصائي الذي جعل الناس يتقيأون كلما سمعوهم يكررون في سماجة الضيف الثقيل تلك الشعارات التي أو صلتنا الى ما نحن فيه .. ولابد انهم سيدفعون الثمن يوما ما، فلكل ظالم نهاية ولو تحصن في --- أكثر