إذا كان السيد الإمام الصادق المهدي، ينتقل من حالة سكون إلي حالة تفاعلية جديدة، و لا تستمر طويلا، ثم يبدأ بالبحث عن تحول جديد، من خلال المبادرات العديدة التي يطرحها باستمرار، و تحدث إرباكا في الشارع السياسي، الأمر الذي يؤكد إن الإرباك ليست حالة قاصرة علي السلطة و موالاتها، إنها حالة تسكن أيضا المعارضة، فإشارات حزب المؤتمر السوداني في مؤتمره العام إنه يمكن أن يغادر " تحالف قوي الإجماع" إلي جبهة نداء السودان و علي لسان رئيسه المنتخب، تعبر عن حالة البحث عن البدائل الأفضل في العمل السياسي، و تحريكها من مربع الاتهامات و إشارات فقدان الثقة بين القوي السياسية، إلي تحولات جوهرية، و هي التي يدعو لها السيد الصادق المهدي و يسمياه في مبادرته الأخيرة " قوي المستقبل" هي خطوة متقدمة لإعلان باريس و نداء السودان، لأنه لا ينظر إليها كمرحلة مؤقتة متعلقة بالتحول الديمقراطي، أنما هي القوي التي يقع عيها عبء تشكيل الدولة السودانية الديمقراطية، و التي تعمل علي الحفاظ عليها و حمايتها، أي هي قوي يريد أن يعبر بها واقع الأزمات إلي الاستقرار السياسي في المستقبل. في الجانب الأخر نجد إن الحكومة ما تزال تراهن علي لعبة الروليت في العملية السياسية، تتحدث عن الحوار الوطني باعتباره المنهج الذي سوف يقدم الحلول للمشكل السوداني، و تؤكد علي لسان الرئيس إنها سوف تقبل بمخرجاته، ثم تتراجع عن ذلك عندما يقول الرئيس إن الحوار الوطني سوف يخرج بوثيقة لحل مشاكل السودان، و هي إشارة لا تغيب عن فطنة أية سياسي، إن الاتفاق الذي يسعي إليه حزب المؤتمر الوطني في الحوار الجاري، تقع عملية تنفيذه علي عاتق حكومة الإنقاذ و مؤسساتها الأخرى، إي إن الحوار لا يفضي إلي تحولات جوهرية في نظام الحكم، و كيف يتسنى لحكومة فشلت في 26 عاما في تأسيس النهضة و السلام، أن تنفذ مخرجات حوار وطني، و معلوم إن العقليات التي تدير السلطة لا تؤمن بما يتحدث عنه الغير، و تضارب التصريحات داخل المؤتمر الوطني، تبين إن هن --- أكثر
↧