
* خرجت الحافلة من موقف (الاستاد).. غرب الخرطوم.. موقف ممتلئ بالبشر والازدحام وباعة أي شئ.. وكل شئ.. وبأي ثمن.. كل ما تريده موجود حتى الفاكهة والخضروات والملابس الشعبية الرخيصة.. وأدوات الكهرباء.. والملابس التحتية أيضاً معلقة بطريقة (حضارية).. والأحذية.. ومعظم ما ذكرنا معروض على الأرض.. عملاً بأن الإنسان وخصوصاً (السوداني).. الشعبي خلق منها.. وسيعود إليها.. رغم أن الأرض هناك مليئة بأرتال النفايات.. والقذارة.. التي تجعل (المعتمد) حيراناً.. والوالي الجديد أشد حيرة.. والشهور تمضي.. ونقترب من العام.. ولا جديد.. سوى أن (المالية) الموقرة جعلت أنبوبة الغاز (75) جنيه.. رغم وعود السيد الوزير.. والبرلمان بأنه لا جديد ولا زيادة في الميزانية.. لأي شئ يتصل بمعاش الناس.. ويهمهم!؟! * يبدو أن البرلمان.. احتياطياً أقرّ تعديل القانون الجنائي في مادة (الشغب) وزاد من صرامتها بالسجن والغرامة.. ولا زال صدى (رصاص) أحداث سبتمبر الشهيرة يتردد في شوارع المدينة.. كما يتردد تصفيق وتهليل أعضاء البرلمان في تلك الفترة.. عند زيادة الأسعار.. ورفع الدعم..!! * ومن طريق جانبي.. سلكت الحافلة شارع النيل.. في طريقها شرقاً تجاه جسر (الجقور) الشهير.. أمام مبنى الحكم الاتحادي.. كانت مجموعة من الشباب يرمون بقطع أوراق صغيرة داخل السيارات المارة.. كان نصيبنا منها (مجموعة).. قرأت إحداها جاء فيها ما يلي: توقيعك لأجل رفع العقوبات الأمريكية الظالمة عنك.. أنت الأقدر بتوقيعك على رفع العقوبات الظالمة عنك وعن أسرتك.. شارك بتوقيعك الكريم عنوان الرابط إلكتروني.. ومجموعة من الهواتف السيارة. * زحمة السير.. جعلت السيارة تسير ببطء.. وبدأ (مرض) التفكير ينتابني وسرحت بعيداً.. إنهم يريدون (توقيعي) لرفع الظلم الأمريكي.. (حاااااضر).. ولكن متى يتم رفع الظلم عنا.. ومن أناس يفترض أنهم من بني جلدتنا.. متى؟.. طاف هذا الخاطر بذهني.. ابتسمت بمرارة.. كل الركاب في حالة صمت وبعضهم صار ينظر بعيدا --- أكثر