1 أنا يا صحابي ابن النخل الذي تغنى بحيه، غرسته مع والدي شيخ الذاكرين طيب الله ثراه وشهدته عبر الزمن يستغلظ سوقه ويطرح ثمرا جنيا ، هناك كانت الحرائر يهززن بجذعه فيساقط عليهن رطبا جنيا في أعياد الحصاد . ذدت عنه الطير وعبث الصبية المعتدين ومنه صنعت "الطبطاب " والفلق" التي هي مما يعرشون ومن ثمره ساهمت في صنع البسمة على وجوه عابري السبيل والغاشي والماشي ومع الشيخ الذاكر أتيت حقه يوم حصاده ...هناك حيث كان لي حديث مع القماري العاشقة تستقر بين الجريد لترسل لحنا شجيا كان عند أهلي أنه بشارات لقدوم حبيب من البنادر البعيدة وذاك شدو يا طالما أثرى حنين الطنابير ومزامير العرب الرحل. عرفت أنواع النخل ومذاقاته وظلاله كمعرفتي باحتفاء الخالق جل وعلا به إذ وضعه في مجموعة خاصة به من نعمه فهو جل من قال"فيها فاكهة ونخل ورمان" . ومع أحبابي الشعراء والمغنين الذين يتبعهم الغاوون صادقت النخلة المسقية من ريق دغيشية مع سيد أحمد الحردلو ومع الأبنودي تداويت من "يا نخلتين في العلالي وبلحهم دوا" . 2 ومع عشقي وكلفي بالنخلة في مجمل تجلياتها القرآنية " والنخل باسقات لها طلع نضيد" وعمتنا النخلة التي خلقت من بقية طينة آدم كما ورد في الحديث النبوي، إلا أن ذاكرتي كتربال مغرم بالغناء القديم تحتشد حنينا وشكرا واعجابا لعمنا الراحل الفنان أحمد عمر الرباطابي الذي يا طالما وزع تمره المشرق عبر برنامج "في ربوع السودان": الشتيله الفوق جدولا سوّت أم راس من هي خدرا جيت أمد إيدي اتناولا الحراريس قالولي لا والصمد جاب عكازو جا قالّي إيدك من مفصلا انت فقري ومابتقدرا يقدروها أهل المقدره في وطننا الآسر ظلت النخلة مصدر الهام للعاشقين فهي التي جاءت عبر الحقب "عريسنا نزل البحر قطع جرايد النخل" من ثقافات عديدة تمثل تعددية نسيجنا الفني والثقافي، فمن تلك الأهزوجة ومن عجو المحس التقيل التقل فدع العراجين نستطيع الوقوف مع حسن الدابي رحمه الله في حالة مشابهة مع بعض الفروق لحالة الرب --- أكثر
↧