هناك بوادر إنفراج نحو الوحدة بين الشمال والجنوب أملته الظروف الإقتصادية الراهنة بالدرجة الأولي، وإن كانت الوحدة هي الأصل التي تنكر لها الساسة. ومنذ البداية تداعت بعض الأصوات بالرفض لهذا التوجه ؟! ويشعر المرء بألم بالغ أن يدفع الشعب السوداني في الشمال والجنوب ثمن سياسة الإنفصال ؟! ويقع الناس ضحايا من يردد شعارات الفرقة والشتات بين أبناء السودان الواحد. والمفارقة في الحكومة تريد الوحدة مصر، ووقعت معها إتفاقية الحرايات الأربع وللأسف مفعلة فقط من جانب واحد وفتحت أبواب السودان مشرعة أمام المصريين ؟! وأيضا لم تنسي نصيب كل من أثيوبيا و أريتريا في هذا التكامل ؟! في وقت تكالبت فيه على الجنوبيين، بل هناك من يدعم قوى الشر هذه على تعطيل أي خطوة نحو الجنوب. كما ان هناك أيادي تلعب بالخفاء مستغله أطراف النزاع في الجنوب والشمال للعمل على الوقيعة بينهم للحيلولة دون أحراز أي تقدم نحو الواحدة. والسؤال الذي يطرح نفسه ماهي الفوائد التي جناها الشمال والجنوب من جريمة الإنفصال ؟!الصراع وصل إلى الذروة بين حكومة الشمال والحركات المسلحة، ولم يختلف الحال في الجنوب، أي من الجانبين لم ينعم بالسلام الذي ينشده من الفصل القسري على الوطن، والرخاء الذي توقعه من التقسيم، وصلت أسعار السلع في طرفي الوطن لأرقام فلكية ؟! مخطئ من يظن أن الإنفصال أنهي الحرب وأتي بالسلام لأن إنفصال جزء من الوطن يشكل خطرا كبيرا لمزيد من التمزيق في الشمال والجنوب على السواء، ويعيدنا سنوات للوراء و دوامة الحروب الأهلية والقبلية ، لهذا لابد من الوقوف بقوة لدفع مبادرات الوحدة للأمام ودعم الأصوات التي تنادي بها مع الجنوب كما يجب تحكيم صوت العقل قبل المناداة لتجزيء الوطن الواحد هذه الكلمة فقط في قواميس الطغاة وليس بين أبناء شعبه، لقد اكتوى كل من في الجنوب والشمال بنار الإنفصال ونار الحرب التي راح ضحيتها العديد من أبناء الوطن. لابد للعقلاء من أبناء الشعب السوداني في الداخل والخ --- أكثر
↧