عاد جثمان الخبير الإعلامي محمد خير البدوي في رحلة عكسية من لندن إلى سنار تعد الأخيرة في مسيرته حياته الحافلة بالأحداث والمثيرة للجدل منذ صرخة الميلاد في قرية القليعة في ديار الرباطاب في العام 1926 إلى أن لبت الروح نداء ربها في لندن في العام 2016. وري جثمان الراحل الكبير حسب وصيته في مقابر الشيخ فرح ود تكتوك بحضور كبير من كافة المستويات تقدمه الدكتور الضو محمد الماحي والي سنار ولفيف من الوزراء والمعتمدين والصحفيين والإعلاميين والشعراء، كان أبرزهم (سيد الاسم) كامل عبد الماجد، وأسرة الراحل تتقدمهم الإعلامية زينب محمد البدوي إبنة الفقيد وعدد من المواطنين. 90 عاما قضاها محمد خير البدوي في حياة طويلة عريضة ممتدة قضى أكثر من نصفها خارج السودان، خير من يحدثنا عنها الراحل نفسه في كتابه (قطار العمر)، ولذا ركبت معه قطار العمر وتوقفت معه في 14 محطة تنقل فيها صاحبها مرة بإحساس الإمدرماني القح وثانية بمشاعر الثائر الوطني الذي لا يعرف لذة العيش بلا سياسة وثالثة ببرود اللورد الإنجليزي الذي تربى في إحدى القلاع الفكتورية. الحاصل بعد تنقلي بين 14 محطة لم أشعر بشيء، فقلقت، وهذا الحياد الكامل حسب كتاب قطار العمر مريب وليس من مواصفات المواطن الصالح. وشعرت بقدر من الحرج حيال المؤلف الراحل وهو أحد القامات في حياة أهل السودان، وأعد كتايا شيقا في أدب المؤانسة والمجالس بظن أنه يتوقع من قارئه شيئا. ولا يهم المؤلف مستندا على ما يسميه الدكتور عبد الله علي إبراهيم (سحر الرباطاب) إن كان شعور القارئ بالاعجاب أو الأسف أو تمزيق صفحات الكتاب نفسه. والحقيقة أنني كنت في عجلة من أمري أو للأسف منشغلا بأمور أخرى. كنت غارقا بسماع وتصنيف عدة أقراص مدمجة لأغاني الحقيبة بأصوات سرور وكرومة وعمر البنا ولا أريد إفساد هذه المتعة، باجترار ذكريات حقيبة الفن السياسي وليسامحني الله. في القرص المدمج ذكّرني إبراهيم العبادي في بكائه لأمدرمان أن الناس فيها وناسة وطريت أم در حلي --- أكثر
↧