
@ عندما صدح الثنائي الوطني علي ايام الحقبة المايوية بنشيد يا (مايو )(وريتنا جديد ما كان علي بال)، تمت ترجمته بواسطة الذائقة الشعبية الي فعل معاكس ضد ما يهدف اليه النشيد قياسا علي التردي الذي وصلت به الاحوال ايام نميري والتي لا تقارن ابدا بالاحوال الراهنة لنظام الانقاذ الذي كرس لتجربة فساد لم يكن ليتصورها المواطن السوداني . ازدياد وتائر الفساد بمعدلات سريعة لا تتناسب مع عمر الانقاذ و رسوخ التقاليد والاخلاق السودانية والتربية التي انهارت سريعا لانه لا كرامة مع الفقر. أصبح الفساد ثقافة قابضة بتلابيب المجتمع السوداني ، قوانين العيب والحرام صارت لا تكبح الجماح و لا تشكل امر يعمل له حساب وصارت ممارسة الفساد نوع من الفهلوة و الشطارة يكافأ عليها المفسدون ويثابوا بالترقي الي اعلي المراتب واصبحت ثقافة ( قلب اللحاف) للمسئولين الفاسدين جزء لا يتجزأ من سلم الترقي في هيكل الخدمة المدنية وصار للفساد فلسفة تحكمه وتسيره وتدير امره . @ الفساد في عصر الانقاذ يحتاج لدراسات تحليلية لجهة انه فساد مؤسس و قائم علي فلسفة مستمدة من خلفية تتخذ من استغلال التدين الظاهر وسيلة لاخفاء الكثير من الحيثيات التي توجه فقه الضرورة مرجعية عقدية تقوم علي خلق بيئة ساترة من ورائها تطلق العبارات المقننة للممارسات الفاسدة علي شاكلة ان الشريعة لها بالظاهر عندما يكون الفساد في ستر مكنون . ذهبت الكثير من العبارات المستمدة باستعارة ماكرة و ذكية من لغة القرآن توطد للتعايش السلمي مع الفساد من وجهة (من حضر القسمة فاليقسم) و (اما بنعمة ربك فحدث) حتي انتهي الامر الي فقه التحلل الذي يقوم علي استغلال حالة التضخم الاقتصادي المتصاعدة دون حساب معدلاتها عند التحلل الذي يقوم علي الاعتراف باعتباره سيد الادلة ولا يشتمل التحلل علي العقار والمنقولات ولا العملات الصعبة ولا حتي الارصدة الخارجية . @ نظام الانقاذ الذي فاقم معدلات الفساد في المجتمع السوداني --- أكثر