في واحدة من حكايات التليس التي لا تُمل قال يوما.. ظل إبني ومن سنوات طويلة يُطالبني بما لم أستطع الإيفاء به أبدا، في الثالثة من عُمُره بدأت مطالبُه بعجلة صغيرة تشبه عجلة منتصر ود خالتو ، ثم عجلة أخرى أكبر وروضة خاصة أيضاً مع مُنتصر مروراً بالبلى إستيشن وغيرها من الألعاب التي يراها عند مُنتصر أو غيره من أبناء الحي وتوالت المطالب مع تقدم عُمُر إبني إلي مدارس خاصة وأخيراً إلي جلاكسي تغيرت المطالب التي لم يُنفذ منها شئ مع وعود كثيرة بالتنفيذ في الوقت المُناسب وتغيير في الأجوبة ولكل زمان ومطلب إجابة أما ردوده فكانت عبارة عن طنطنة ونقنقة غير مفهومة تُترجمها والدته لي في ما بعد أنّ الولد ما راضي وملّ وعودك دي إلي أن جاء موضوع الجلاكسي ((N7 الذي وعدته باحضاره قريباً جداً وقد ظبطت الأمور ضحك قائلا.. يا أبوي عليك الله بصراحة الفرق بينك وبين الحكومة شنو..؟ إنت بتوعد فيني من زماان ومافي حاجة ظبطت كلوا طلع كلام ساي.. رُبع قرنٍ من الزمان شرطّنا فيها كم هائل من الفواتير وكم من مرة أعلنا فيه الكفاية من المنتجات المحلية التي تُعين المواطن على الإستقرار ثم ما نلبث أن نعود نجمع فواتيرنا المُمزقة بعد الفشل في الاستمرار والحفاظ على الإنتاج والعمل على زيادة مُعدلاته ، إلي أن وصل بنا الحال في الإعتماد تماماً على ما ينتجهُ غيرنا ونجحنا في القضاء على كُل مُعينات الإنتاج وما زالت الوعود تترى تارة يُحدثونا عن اقتراب الفرج وأخرى عن التعافي المزعوم للإقتصاد وارتفاع مُعدلات النمو فيه غير المرئية والمُعاناة وحالة الضنك العنيفة تتسيّد المشهد وتُخرج لسانها أمامنا تُكذب في مثل هذه الأقوال الساااي كما صرّح بها إبن التليس بعد أن فاض به وما عادت الوعود أداة تخدير فاعلة.. كلام ساااي لن تخطوا به حالة الناس هكذا إلي الأمام والفشل يدفعهم دفعاً إلى الوراء بلا حولّ منهم ولا قوة ، أوَ يعتقد هؤلاء أنّ الوعود والتطمينات وحدها كافية لدفع الإقتصاد وإصلاح حالة المواطن المُت --- أكثر