http://www.alrakoba.net/contents/myuppic/0571b595b9efae.jpg الساعة الان تقارب الثانية ظهرا .. ذهنه محتشد بافكار وخواطر شتي .. تصطرع في رأسه كما تصطرع جيوش من البرق والرعد بسماء ليلة خريفية فلا يُكتب النصر لأي منهما قبل ان ينهمر المطر .. اللافتة التي أمامه تقول .. معسكر المرخيات ، دورة اسامة بن زيد الخامسة لطلاب الجامعات .. رأسه حليق تماماً .. فقد استعد جيدا لهذا اليوم وهو يسمع من أساطير اقرانه الذين سبقوه الي هنا في العام الماضي .. الكثير عن قسوة تعلمجية المعسكر الذين لن يتواني احدهم من ان يُعمل في رأسك موس حلاقة صدئة ان انت عكرت صفو مزاجه ببضع شعيرات تحتفظ بها .. سيستفيق قليلا من خواطره .. ليواجه وقائع جديدة طالما ألهبت خياله الذي أدمن لعبة الخوف من المجهول .. ها هو الأن يتأهب لترك مقعده القصي .. في ذلك الباص الذي يقل طلاب من مدارس مختلفة لارض المعسكر .. تفرَّس وجوههم جميعا فلم يعرف منهم الا الهادي بانقا ابن دفعته وصديقه الحميم .. فأيقظ ذلك في نفسه بعضا من جزعه القديم من كل ما لم يألفه ..وتساءل في دواخله بصوت متهدج .. يا تري ماذا يخبئ لي هذا المكان من مفاجآت ؟ قلّبَ بصره في المكان .. فجثمت علي صدره وحشة غريبة لم يخبر مثلها من قبل .. لم يكن يدري أن الطريق الي الجامعة يمر من هذا المكان الموحش .. لم ير بحياته فضاءً بذاك الاتساع .. السلك الشائك حول المكان علي مد البصر .. جبال المرخيات الأربعة ترمي بظلالها حول المعسكر وقد توسطها اضخمهم وأكثرهم منعة فبدت وكأنها تحرس ذاك الفضاء الغامض تماماً كما كان الإله اباداماك وأبناؤه الثلاثة يحرسون مروي القديمة . حدثته نفسه بفضولها الذي لا يخبأ .. فرمق المكان بنظرة اكثر تفحصا .. لعله يجد في بعض التفاصيل الصغيرة ما يهدئ به ثائرة نفسه القلقة .. حسنا .. ليس هناك الكثير مما يمكن ان يسره اذن .. سوي بضع شجيرات " نيم " ذابلة الأوراق انتثرت --- أكثر
↧