
منذ سنوات حدثني نقابي عربي .. انه كان يحضر مؤتمراً عمالياً في إحدى دول شرق أروبا في ستينيات القرن الماضي .. وكان من أبرز شخصيات ذلك الملتقي النقابي الراحل السبد الشفيع أحمد الشيخ ..قال لي الرجل كانت أمنيتي أن التقى هذا الزعيم الأسطورة وحينما بلغه طلبي استقبلني بتواضع جم .. وكدت أسقط من طولي وأنا أمد اليه كفي للسلام لما للرجل من هيبة ورزانة وحينما حدثني عن العمل النقابي المرتبط بمصالح الطبقة وطرق تنظيمه ليكون فاعلا في دعم الإنتاج ..كدت أصاب بالذهول من رصانة منطقه و ترتيب ذهنه وجزالة شرحه .. و من ثم سالني كيف تسير الأمور في بلادي واستمع لي بأدب الإصغاء الذي أدهشني .. وزودني بتوجيهات كانت دروسا في فن القيادة العمالية ..! ومن حينها تيقنت أن لكم زعيم عمالي إستحق تلك الشهرة والصيت العالميين.. وحق لكم أن تفتخروا به حيا وميتا .. عليه الرحمة والغفران ..! ياتري كم من عمال السودان ولانقول عمال الخارج يعرفون إسم رئيس أو سكرتير إتحاد عمال السودان الحالي الذي رصدت لمؤتمره العام ميزانية كتلك التي أنفقت على مشاط أم المك وقد أرهقت القبيلة مع أن تلك الأم لا يتجاوز عدد ضفائرها الإثنتين .. ولكن حتى يقال أن شعرها كثيف ومتعب للماشطات فقد أقيمت لمشاطها إحتفالات دامت اسبوعا .. فصارت عبارة مشاط أم المك مثلا لكل عمل يستغرق زمنا ويكلف مالا دون ما يستحق وهو الذي لا طائل منه ..! الدكتور ابراهيم غندور الذي كان يتقلد منصب العامل الأول قبل أن ينتقل الى مبنى الخارجية عبر المؤتمر الوطني والقصر الرئاسي ..وبعد أن قام بمهمة تقليم أظافر ذلك الكيان الذي كان في زمان الشفيع و رفاقه الميامين يهز الشارع فترتجف له الحكومات ولديه وقادته من السمعة الضاربة للآفاق ما جعل عمال العالم يهتفون له توقيرا وتقديرا ! فلازال السيد غندور على مايبدو يسعى لتكملة دوره في الهمينة على إتحاده الذي شكله بيديه وخلق منه دمية بلا حراك مستسلمة بالكامل للنظام بلا هش ولا نش إن ه --- أكثر