
قضيتي مع حديث الشيخة سعاد الفاتح الإسلامية المخضرمة والنائبة بمجلس الولايات، الذي نصحت فيه الأمة بأن دعوا أكل اللحوم الحمراء وقاطعوا السكر (وأقعوا بدائلهما) واسعوا الحمام والدجاج والأنعام داخل دوركم، قضيتي مع هذا الحديث ليست في كونه وصفة ممتازة لريجيم سريع أو أنه خلطة طبية واقتصادية فعالة لإصحاح أبدان الناس وإصلاح الاقتصاد، فقضيتي معه تتلخص فقط في كيف لمن لا يجدون إلى اللحم سبيلاً إلا مرة بعد مرة ويعانون في توفير حق السكر وغالب منازلهم مئتين متر، أن يجدوا وهم غالب أهل البلد بدائل لما كانوا يعانون في الحصول عليه ابتداءً، ففي الحالتين النتيجة واحدة، حيث لن يطولوا عنب الحكومة ولا بلح الشيخة سعاد، ولكي لا ألقى «القضايا» على عواهنها حتى لا أتكبد مشقة البحث عن «مخرج» يصعب الحصول عليه، خاصةً وأن القضايا مثل الكلام وكلاهما مثل شرف البنت وثلاثتهما مثل عود الكبريت، وفي رواية مثل سهم القوس، فهذا الأخير إذا انطلق فلن يعود، وأما الأول «ما بيولعش مرتين»، هذا إذا «ولّع من أصلو» حسب زعم صديقي تسفاي الحلاق الإثيوبي الذي رفض ذات مرة أن يحلق لي ذقني باعتباري صديقاً يهمه أمري، بحجة أن ما عنده من أمواس حلاقة لا يتناسب مع مقامي عنده، ثم طفق يرطن بالتكرنجة مرة ويبرطم على طريقة «الكلب عضاني أربعة واحد مرات»، وهو يسب ويلعن سنسفيل دول المنشأ التي قدمت منها هذه البضائع الفاسدة، ولم ينسَ أن يُلحق بالسباب أصحاب الذمم الخربة من مستوردي عهد الانفتاح المنداح الذي لا يبقى فيه شيء على حاله وسعره حتى الصباح، لينصحني تسفاي أخيراً بأن أذهب لحالي على أن أعاوده في اليوم التالي، ريثما يجلب أمواساً خاصة تكون في مستوى العلاقة بيننا حدةً ومضاءً وقوةً.. أعود للقضية وأقول إن شرف الحرف وأمانة الكلمة تلزمني بتوضيح مفاده أنها في الأصل لم تكن قضيتي بكامل طوعي ومحض اختياري، بل هي قضية مفروضة علىَّ، فرضها بعض القراء الأعزاء الذين ألحوا في سؤالي عن معنى ما قصدته الحاجة سعاد لها الت --- أكثر