Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | المقالات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

مصرع الحداد ميرغي فرج بورشة العمرة: 70 عاماً على نشأة النقابة

$
0
0
عبد الله علي إبراهيم

(النقابة هي الحامل العصري لإنسانية سائر الكادحين السودانيين متجاوزين أطر الطائفة والقبيلة. وكتبت لشركة دال مقالة في هذا المعنى عنوانها "عطبرة: الجو جو نقابة" تظهر في كتاب لهم عنوانه "الفردوس المفقود: ستينات القرن العشرين". وأكتب هذه الكلمة في مرور سبعين عاماً على واقعة في أبريل 1946 كانت البشارة الحزينة لميلاد هذا الإناء الجماهيري الرشيق) كان يوم 22-4-1946 يوماً حزيناً أطبق بالوجوم على مدينة عطبرة. فقبل صفارة الفطور بربع ساعة أطلق ميرغني فرج، الحداد بورشة العمرة بعطبرة، صرخة جريحة دامية تردد صداها في جنبات الورشة التي بدأ بدأ العمل يتوقف فيها لتناول وجبة الفطور.كان عبد الحميد قد سحب قطعة حديد ثقيلة من الفرن الحامي لموضع ماكينة المرزبة لتقطيعها. وضع الحديدة على السندان وأمسك بالمقابض. وبدأ عبد الرحيم الدابي تشغيل ماكينة المرزبة للتقطيع. وأختل التوازن بين فرج والدابي فطاحت المقابض بالحداد في الهواء فصرخ تلك الصرخة التي اندمجت بصفارة الفطور. وتمدد فرج شبه جثة على أرضية الورشة. وأسرع بعض العمال نحو فرج يرددون الشهادة بينما أخذ بعضهم يضرب التلفون يستحث الإسعاف وتجارى آخرون نحو ورشة الحملة الميكانيكية لانتداب عربة لحمل فرج إلى المستشفى. ولم توفق كل تلك المساعي. ولكنهم وجدوا عربة تخص أسرة الإبس، معلم المقهي المعروف بالمدينة، فأخذت فرج إلى المستشفي غير أن روحه فاضت في الطريق. ونفضت المدينة يدها عن فطورها وكل شاغل آخر وهرعت إلى المستشفى، ثم حلة القلعة في أعلى المدينة لستر الجنازة في نحو الواحدة ظهراً. أساء المدينة والعمال موت مواطن وزميل بإهمال مفضوح. فلم يكن عن كثب منهم طبيب يستدعونه ولا اسعاف ينتظرونه لحمله إلى المستشفي. ولم يظهر بينهم مسؤول للتعزية أو التلطيف طوال المحنة. وكان أكثر من حزت الحادثة في نفوسهم هم طلاب فصل الأستاذ أحمد مجذوب بدار خريجي المدارس الصناعية (الدار) ومن بينهم الأستاذ على محمد بشير الذي تخرج من مدرسة الصنا --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>