كأن هذه الحكومة بينها وبين رعايا دولة الجنوب ثأر مستدام لا ينقضي ابدا .. كأن هؤلاء الرعايا البسطاء هم السبب في تقهقر الاقتصاد حتى انزوى الي نفق يستعصي الخروج منه الا بالمكابدة والمجابدة و(التلتلة) .. هل هؤلاء المساكين هم من كنبوا الجنيه وجعلوه يسكن (غرفة الانعاش)؟ .. وهل هم من سبب خفقان النهضة الزراعية (وبعزقوا قروشها ساي) على القاصي والداني ..هل وهل وهل .. هؤلاء المستضعفون في الارض الذين يسكنون البيوت الخشنة بيوت الخيش والشوالات (المهرية) كأنهم هم من فضح ناهبو مال الدولة لا المراجع العام .. لذا تتحين الحكومة الفرصة تلو الاخري حتى تضع (نخرتها) على (نخرتهم) ..ثم تجعلهم منافيسن لها يجب اقصاءهم لاصقاع بعيدة .. ففي كل مرة يفجعنا مسؤول بوجوب وضع اللاجيئون الجنوبيون في معسكرات عزل خاصة بهم كأنهم مصابين بالجنقلي(الجزام) والسل وفواجع الامراض .. يخفت صوت اليمين المتطرف في الحكومة حينا .. ويعلو احيانا كثيرا .. فلا يجدون الا حيطة الجنوبيين القصيرة شماعة لتعليق فشلهم وسوء ادارتهم .. ففي هذه الايام ظهرت موجة الاصوات المتقرحة و النشاز تهدد اللاجئين الجنوبيين بتشييعهم الى معسكرات اعتقال تشبة الى حد ما معسكرات هتلر النازية .. سبق ان شاهدت معسكر لجوء الارتريين في ود شريفي بالقرب من كسلا.. كم كان المعسكر بائسا تعيسا فقيرا ليس به روح أو حياة .. فلا تري الا هناك إلا اشباح البشر الذين انهكتهم الاوبئة والفاقة والمعوزة حتى ضمرت عروقهم وجفت دماءهم .. علاوة على ذلك قد يعانون الامرين من جرائم اختطاف البشر وطلب الفدية أما الرعاية الصحية فحدث ولا حرج فهزالة ونحافة اجسادهم عنوان يبين حالهم المرقهة والمأزومة .. وهو ما دعا الاديب الارتري حجي جابر أن يجسد هذه المأساة في روايتة (مرسى فاطمة) .. فحينما نسمع مثل هذه التصريحات الجوفاء التى تدعوا لِلًم الجنوبيون في معسكرات (عزل) يخيل ألينا ان الحكومة هيأتها على نحو جيد به اقل قدر كافي لمعيشة البشر .. السؤال هل نصب --- أكثر
↧