
الأخوان المسلمون: حركة اجتماعية أم إرهابية! (أذكر في ضيق حياة تحت الأرض الشيوعية في السبعينات وومضات التأمل فيها أن قال لي الزميل عبد الرحمن وهو المرحوم محمد إبراهيم نقد: "لا أدري لماذا حاكمنا الإخوان في السودان بما عرفناه عنهم في مصر الأربعينات من فرق للفتوة، وتنظيم خاص، ومظاهر إرهاب واغتيالات؟" وبقي السؤال معي. وهو متوقع من نقد لا أستاذنا عبد الخالق محجوب لأن نقد (وشخصي) براء من تجربة أستاذنا ورفاقه في مصر التي بدا أن تاريخنا السياسي تدمج فيها مع تاريخ مصر. انعكست الآية الآن. وظللت أسأل طوائف اليسار، وقد اشتط خصوم إخوان مصر (حكامها شرعاً وديمقراطيا) يرمونهم بتهم الإرهاب وعداء الديمقراطية: "لماذا تحاكمون إخوان مصر بما فعله إخوان السودان". وكتبت المقالة التالية من باب المناصحة ليكفوا عن تلبيس إبليس السياسي، وأن يعطوا، على ضوء دراسة ملموسة للحركتين، كل حركة ما استحقت لا تزر وازرة وزر أخرى). صدر كتابان عن الإخوان المسلمين في عام 2014 صالحان لما نحن بصدده من النظر في ما إذا كانت الجماعة إرهابية كما تجري بذلك ألسن الإعلام الليبرالي اليساري (الليبرويساري) في مصر. فالكتاب الأول فهو "الإخوان المسلمون: عدو أمريكا العظيم القادم" لإرسك ستاكليك المختص في علم الإرهاب. أما الكتاب الثاني فهو "الإخوان المسلمون: تطور حركة إسلامية" لكري ويكهام أستاذة العلوم السياسية بجامعة إيموري الأمريكية. لم يستعن ستاكليك من تاريخ الجماعة في مصر إلا ما وقع بنهاية الأربعينات المتعلق باغتيال النقراشي، رئيس الوزراء، والتنظيم الخاص ثم تفرع به إلى شغل سيد قطب والقاعدة وحماس. والكتاب قرع للجرس ليفيق الرئيس أوباما واليسار الأوربي من ملاطفة الإخوان الذين هم، في وصفه، الخطر القادم على الغرب وإسرائيل. وواضح أنه كتاب لا جديد فيه رد بضاعتنا عن إرهاب الإخوان إلينا. فقد انعقد من قريب بدار حزب التجمع بالقاهرة ندوة للتحالف الثوري فرغت من دمغ الإخوان بالإرهاب لتُ --- أكثر