هذا المقال يرجع الفضل في إثارته للكاتب فاروق عثمان في الرد على د. حيدر إبراهيم. ألا إن أول مفكر سوداني في العصر الحديث أثاب السودانيين من أقاصي الجنوب لمرجعيتهم الحق في كوش هو جون قرنق - الزراعي العسكري- كُثر من المتخصصين غير المتخصصين في الشأن الاجتماعي السوداني الذين تناولوا التفكير كأداة لسبر المشكل السوداني أرجعوه تارةً لصراعات طبقية غير منظورة وذلك هربًا من عقدة الجلابة الكأداء، الطبقية المفقودة في المجتمع السوداني الذي يتشارك فيه وزيره مع شحاته في مائدة رمضانية على قارعة الطريق العام ويبنون قطاطيهم ويحصدون محصولهم ويصنعون جعتهم بالعون الجماعي ، ومن الجلابة من نادى بعروبية السودان القومية بلا خجل تماهيًا مع الخطاب المستورد من مصر لدرجة أن الجنسية السودانية السوداء لا تمنح للفرد الاصيل إلا أذا أقر وجود أسلافه بـ - منذ دخول العرب السودان. وقد ذهب البعض صعودًا متبنيًا كل فكر غربي طارف اختُط في الجرائد وكلامها من ديمقراطية وجندر وليبرالية وليبرالية حديثة تواريًا من الإشارة إلى أس الداء وإخفاءً لسوءة جلابيته. لقد عرف السودان جهابذة مثل عبدالله الطيب ومع إتاحة منابر الجامعات والإذاعة والتلفزيون له ولكن قعدت به جلابيته عن تقديم فكر سوداني أصيل وجامع. مات عبدالله الطيب وقد أفنى زهرة عمرة يكتتب من على شنطة سامسونايت بُنية اللون سفره المرشد لقبائل الأنجانج لفهم اشعار العرب! ولم يدرِ أن أصله كوشي في جبال النوبة والأنقسنا والأماتونج واللاتوكا لدرجة أنه نظم أبياتًا في مقتل شقيقه في الجنوب بوصف قاتليه بالعبيد، ولم يتجرأ أحدهم من تلاميذ الفرنجة النُخب بعده بالقول بأنه مات انصرافيًا وجاهلاً بأصوله!! وعرف العالم روائيًا ذائع الصيت مثل الطيب صالح ولكن لم يتعرف العالم على السودان إلا من خلال دومة ود حامد، قرية وهمية في الشمالية والزين (الدِلاهة) المقتول متيمًا في كل الأحياء من حوله في حدود الشمالية وليس دارفور ماعدا (الدنكوج الذي يسكنه موسى --- أكثر
↧