عجّال (الرأسمالية الزراعية والتجارية السودانية والمنتج الصغير) لاقَنْ توطئة: استمعتُ اولاً ثم قرأت لاحقاً كلمة السيد الصادق أمام جماهير مناطق مدينة الجبلين المجروحة مرتين والملدوغة "من جحرين مرات عديدة" كون أهلها اغتيلوا خنقاً مرة فى منتصف الخمسينات (عنبر جودة) القريب من الجبلين ثم لُدغتْ مرات فى التسعينات فى مذبحة الجبلين. منطقة الجبلين كما سائر المناطق الحدودية بين السودان الشمالي والجنوبي منطقة واعدة حُبلي بالتنوّع ، متعدّدة ومتداخلة ثقافياً وأثنياً وهى غنية وفخورة بذلك ؛ تشهد ذلك فى الاحياء والاسواق والاعراس بل تلمسه بحواسك الاخري لو أردت. هذه هى المدينة التى ألقى على جماهيرها السيد الصادق كلمته يوم الجمعة 15 فبراير 2013. أهدف فى مداخلتي بذل تعليق متأمّل وناقد لكلمة السيد الصادق المهدي الذى استوقفتني بمجازها الكثيف ومزاجها و"رَقَشتها" البلاغية التى طالما تفتقد الى استراتيجيات وخطط واضحة على ارض السياسة السودانية الضايرية الدموية الوعِرة. لى علاقة نوستالجية خاصة تربطني بذلك الإقليم الذي كان بمثابة حديقة خلفية تمتد من ربك وكوستي جنوبا حتى جودة والجبلين ومنها المقينص حيث الزراعة المطرية الآلية والصمغ والإصلاح الزراعي ورفقتنا السمحة المتسامحة من عيال جنوب النيل الأبيض فى كوستي القوز الثانوية وطعمية الهوسا وسمك النيل الأبيض ؛ ثم حلم تبخر عن كتابة بحث عن علاقة الإنتاج فى مؤسسة دائرة المهدي فى الجزيرة أبا وحدائقها الخلفية وطلاب الخلوة القادمين من غرب السودان بكافة اثنياته لحفظ القرأن وبصفة إزدواجية مخترعة ومقدسة كعمال/طلاب فى مزارع القطن وبساتين الفواكه من يوسف افندي ومنقة وجوافة وبرتقال أُعدت للسوق المحلي والإقليمي. هذا هو الخيط النوستالجي الخاص الذي يربطنى بالأنصار وحزب الأمة (كبقية ابناء وبنات الجزيرة ابا) خاصة من هاجر مادياً او رمزياً نحو أفكار نقدية تتعلق بالعدالة الاجتماعية والبحث عن رؤية لا تعيد إنتاج "بلادة الريف" عل --- أكثر
↧