- نعيما سيد اشرف.. ها انت تخطو اولى خطواتك للانضمام لقوات الشعب المسلحة السودانية، وغدا سنراك فارسا لا يشق له غبار يجندل الاعداء يمنة ويسرة فى ميادين القتال، قالها صلاح بمرحه المعهود والذى لمسه اشرف منذ لحظة تعرفه عليه. - شكرا صلاح.. سعدت جدا بمعرفتك وارجو ان تدوم العلاقة بيننا. - ارجو ان تحاول التكيف مع الواقع الجديد حتى تستطيع التغلب على ما تعانيه من هم وحزن. - ليتنى استطيع ذلك.. قالها اشرف بنبرة يائسة ثم انصرف مستأذنا صاحبه، وتوجه الى المستودع لصرف ملابس التدريب. - لنا لقاء.. بل لقاءات ولقاءات، قالها صلاح ضاحكا ثم انصرف هو الآخر. يقع المعسكر الذى سيتدرب فيه صاحبنا فى المنطقة الصحراوية شمال غرب مدينة ام درمان، ويحتل مساحة شاسعة اهلته لان يكون المعسكر رقم واحد فى استقبال المجندين الجدد سواء كانوا من النظاميين، او طلاب الشهادة الثانوية، او اولائك الذين يتم القبض عليهم من الشوارع والاسواق والاماكن العامة ويجبرون على دخول الجيش عنوة ويساقون له بصورة تعسفية، بحجة الزود عن الدين والعرض، فالبلاد مستهدفة من قبل دول البغى والاستكبار، أو كما كان يحلو لولاة الامر ترديده على الدوام، لذا كان المعسكر يفيض على سعته بالمجندين من الشباب الذين جيئ بهم من مختلف الاعمار، ولما كانت المبانى التى شُيدت قبل عقود خلت قد ضاقت مساحتها على الاعداد الكبيرة من المجندين الذين تزايدت اعدادهم بصورة لم يسبق لها مثيل منذ اعلان الجهاد على ابناء الوطن الواحد، كان لا بد من التفكير فى ايجاد حلول سريعة وغير مكلفة لاستيعاب اكبر كمية من المستجدين، فنُصبت الخيام فى وسط واطراف المعسكر، علاوة على ضم بعض الثكنات التى كان يسكنها الجنود العاملون بالمعسكر. فى حياة المرء- اى امرء- لحظات فاصلة قد تغير مجرى حياته تغييرا جوهريا، فيتبدل واقعه من النقيض الى النقيض، وتتحول حياته من الاحسن الى الاسوأ او العكس، فتتأثر بذلك مفاهيمه وافكاره ورؤاه واحاسيسه .. فالحياة مهما تبرجت بمفاتن --- أكثر
↧