Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | المقالات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

كلنا عبيد..

$
0
0

في الثمانينات كان يسير ثلاثة شبان من السودان بشارع الجمهورية ببغداد "عمر" من قبيلة الجعليين يسير بجانبه صديقه "منيانق" من أبناء الدينكا كانا يتجاذبان أطراف الحديث وكان يتقدمهم بخطوات صديقهم "بخيت" رباطابي قح قمحى اللون كما نقول في السودان او كما يقول عليه اهلنا في الجنوب الحبيب "جنة منقة".. استوقفت سيدة عراقية شابة تحمل طفل رضيع بخيت وطلبت منه بإلحاح شديد أن يقبل الطفل امتنع بخيت وسألها عن سبب طلبها الغريب والسيدة تلح عليه أن يلبي طلبها اولا و وقف منيانق ود الدينكا وعمر ود جعل على بعد خطوات يراقبان ما يحدث وتحت ضغوط إصرار السيدة قام بخيت بتقبيل الطفل على جبينه لكن السيدة استحلفته بالله أن يقبل طفلها على شفتيه ومع إلحاح السيدة استجاب بخيت وقام بتقبيل الطفل علي شفتيه ثم نظر الى السيدة وطلب منها تفسيرا لطلبها الغريب فقالت له السيدة ان طفلى هذا كثير التسقيِط (الريالة) وقد ذهبت به الى احد الشيوخ فنصحني بأن يقبله "عبد" انفجر الدينكاوي ضاحكا ودخل في نوبة من الضحك الهستيري والمارة ينظرون منهم من يضحك ومنهم من يضرب كف بكف ويقول لا حوله ولا قوة الا بالله الولد السوداني اتجنن.. والأخ عمر يبذل جهودا مضنية من اجل تهدئة منيانق ويقول له خلاص ياخي فرجت علينا الناس و فضحتنا.. بعد أن هدأ الموقف نظر منيانق الي عمر وبخيت وقال وهو مازال يضحك "شفتوا؟" نحن (هنا) كلنا عبيد..فرد عليه بخيت بقيظ ( هي اصلوا ما شافتك) القصة ليست من نسج الخيال بل وقعت بالفعل وابطالها أحياء يرزقون والسيدة العراقية ليست استثناء فكل العرب يحملون ذات النظرة الدونية للشعب السوداني والشعب السوداني يصر على التمسك والانتماء للعرب والعروبة وهذه لعمري واحدة من إشكاليات الهوية السودانية.. السودان ليس عربي ولن يكن عربي في يوم من الأيام ويبدو ان من اكبر الاخطاء التي وقعنا فيها هو حين اعطينا ظهرنا لافريقيا و انضممنا للجامعة العربية (يقال أن الأردن ولبنان لم يرضيا بعضوية السودان لولا إ --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>