
خط الاستواء كلو يروح مع الايام.. كلو يروح مع الغسيل.. المنتصر عبد الماجد فتى الهاشماب المدلل قاد أول محاولة لتجنيدي في الحزب الناصري. كان اشتراكياً ذو ايمان صميم بأن ظل العدالة سوف ينبسط غداً في اركان الدنيا. التقينا وخرطوم اللاءات الثلاث تتجرع مرارة النكسة.الايام تصفو في حضرة الصحاب، وبعضاً من أوهام الحب تطل براسها في ذاك الزمان الذي كان جميلا. وافترقنا.. غاب عن سماوات الغبار والباعوض لسنوات، وعادَ ليعترف بأن للاشتراكية مدارس عديدة، منها الناصرية التي كانت بنت وقتها، لكنها قد فشلت مثل غيرها من تجارب ذلك العهد، في امتحان الديمقراطية. وقال كأنه يعتذر: لو تمكنت من تجنيدك في الماضي، وفق نظرية (جدل الإنسان) كنت برضو حتستفيد، لانك من بيئة لا يصلح معها إلا هذا النوع من انظمة القبضة الحديدية!. هو أول صديق لي في عاصمة السودان، تعرفت من خلال مكتبته على آمل دنقل وسحرنا تمرده، وجرأته وهو يمجِّد الشيطان: (معبود الرياح، من قال لا في وجه من قالوا نعم، من علم الانسان تمزيق العدم )!. تتبعنا سوياً ذاك الشذى الذي نثرته (فيروز) ومريم ماكبا على أيامنا، وطبّقنا الاشتراكية على أشياءنا القليلة، وتعاركنا في اللا شئ، ولم نتفق إلا على حقيقة أن (الرجعية) هي داء العصر، وأن الجمال طائف فوق الحسان، بينما تدمي آثاره قلوب المُدنَفين حتى قدرٍ معلوم.. كنت كثيراً ما أحاول استفزاز المنتصر بأنه ينتمي الى عائلة انقلابية بامتياز، هي عائلة الهاشماب، فلا يلهيه الأمر، يقول لي ببرود صوته المعهود: كلامك صحيح لكنهم انقلابيين، بي حقهم!. قبل سنوات عاد منتصر إلى السودان، وما هي إلا أيام حتى استعاد الكثير من صلاته القديمة، ثم فكك أوتادها وعاد الى الدنيا الجديدة. في مدى شاحب ذات غروب، كأنه الأمس. تسكعنا بما على ضفة المقرن و المنتصر بيدى في تلك الناحية اعجابه بالشيخ الولهان اسماعيل صاحب الربابة، الولي الشاعر، الذي لم يسبقه احد على وصف طعم القُبل.. قال الشيخ اسماعيل --- أكثر