
فى الوقت الذى انتشرت فيه وسائل الميديا بمختلف انواعها ولاقت رواجا منقطع النظير واصبحت ذات ثقل والقت بظلالها على الاوضاع العامة فى مختلف جوانب الحياة، وعلى الاوضاع السياسية بشكل خاص، فى معظم بلدان العالم وكان تأثيرها واضحاً فى عملية تغير الانظمة الاستبدادية والتى كانت تكمم افواه المنتقدين لها–كما فى بلدان الربيع العربى اذ احدثت الميديا هناك الضجة المطلوبة فى المساعدة فى عملية التغيير –وتشارك الميديا فى عملية صنع القرار وتوجيه قادة الدول الى الديمقراطية فى سبيل رقى الوطن وتطوره . اضف لذلك ان وسائل الاعلام ساهمت بشكل مباشر فى عملية تشكيل الرأى العام نحو توجهات جديدة –واحيانا كانت لها الكلمة العليا فى كثير من القرارات السياسية حول مختلف بقاع العالم –ورغم انها السلطة الرابعة على حسب الفلسفة القائمة الان –فان السلطات تعتبرها السلطة الاولى –وتخشاها مثلما تخشى الانقلابات عليها!وبالتالى فان الكاريزما التى تتمتع بها وسائل الاعلام عموما والصحافة على وجه الخصوص تعكس حالة من ارتياد فضاء المجهول للكلمة المقرؤة وتأثيرها المباشر على الدول –ويمكنك ان تزيد بأن الصحف تعكس الوجه الاخر للدول ومدى الرقى والنمو الاجتماعى بكل ثقله ،ولا يمكن للصحف ان تكون مؤسسة نقدية قائمة بذاتها،وتمارس كل انواع الصلاحيات،و يرجع اليها فى كثير من الاشياء، او يؤخذ برأيها، الا اذا خرجت من جلباب الانتماء للسلطة وتناولت مختلف القضايا فى الوطن بشكل حيادى وبعيدا عن التطبيل والنفاق الاعلامى الذى يحدث الان، ويصعب جدا فى الوقت الراهن ان نضع تقييم شفاف لواقع الصحافة الان فى السودان ،مالم نقيّم القائمين على امرها.وهى عملية تحتاج الى وقت طويل لهذه العملية التقيمية. وتعيش كل انواع الميديا والصحافة بشكل خاص فى مأزق بسبب تغول السلطة الحاكمة على حرية التعبير –ومنع ممارسة كل انواع النقد على الحكومات ،ومصادرة الصحف تارة كما يحدث دائما فى السودان او ايقاف الصحف عن الصدور –اومنع نشر الاعمد --- أكثر