بالمنطق * يُروى عن المبدع الراحل (أبوداؤود)أنه ارتكب يوماً مخالفة مرورية وسيق إلى القسم ليكتشف هناك شيئاً أثار حيرته .. * فقد كان الضابط شايقياً .. * وكذلك المتحري .. * ثم العسكري نفسه الذي قام بتوقيفه .. * بل حتى عاملة البوفيه التي كانت توزع الشاي على (شوايقة) القسم .. * فما كان من أبي داؤود إلا أن أضمر حيلةً (يتخارج) بها من تلك الورطة مُدِّخراً إيَّاها للحظة المناسبة .. * وحانت اللحظة تلك حين سأله المتحري عن قبيلته وهو يتحسس شلوخه (العرضية!!) .. * فصاح أبوداؤود مجيباً قبل أن يكمل المتحري سؤاله : (محسوبكم «محسوب» شايقية) .. * وإذا كان هذا الذي حكيناه هو محض طرفة ــ مما اشتهر بمثلها عبدالعزيز محمد داؤود عليه الرحمة ــ فإن هنالك (واقعاً!!) اليوم ينضح جهوية هو أبعد ما يكون عن الطرف والملح والظُرف .. * فهو واقع مأساوي تسبب فيه «راهننا !!» بعد أن كادت النزعات القبلية تُقبر كما قُبرت صيغة شهادات الميلاد ذات الإشارة إلى القبيلة في عهد مضى .. * والقبر هذا هو الذي عبر عنه شعراً الراحل المبدع إبراهيم العبادي حين قال : جعلي دنقلاوي شايقي إيه فايداني ... غير خلقت خلاف خلّت أخوي عاداني ... يكفي النيل أبونا والجنس سوداني ... * ولكن (الراهن !!) المذكور بعث النزعة تلك من قبرها الآن لتقوم في هيئة (بعّاتي) كريه المظهر والمخبر و(الرائحة!!) .. * وبلغت الرائحة هذه حداً أن صار الناس يتهامسون معه في مجالسهم بما قالوا إنها (محاباة قبلية) في بعضٍ من المرافق ذات (الخصوصية الاقتصادية!!) .. * قالوا إن طلبات التوظيف ــ تماماً كما شهادات الميلاد السابقة تلك ــ تتضمن إشارة إلى القبيلة .. * ثم (طفح!!)المشهد السياسي كذلك بما كان (مستتراً) حتى وقعت قريب ــ بفعل ذلكم "البعاتي" ــ واضحى هنالك ما يشبه الجهر بالاصطفاف الجهوي خلف هذا أو ذاك من (أصحاب السطوة !!) .. * وفي موقع بالشبكة العنكبوتية نشبت (خناقة) قبلية بين فئتين كلُّ منهما تُعلي من ش --- أكثر