وهل حررنا السودان من الاستعمار الاجنبى ليحل مكانه الاستعمار الوطنى؟ كيف ولماذا اصبحت المواطنة قاصرة على زعماء الطائفة والقبيلة وحملة السلاح؟ خلصت فى الحلقة السابقة الى ان الحكم الوطنى فشل فى السودان وان عهد الاستعمار لا يزال هو الافضل فى تاريخه طالما ان المعيار للحكم الوطنى هو رفاهية المواطن و امنه واستقراره بتوفر احتياجاته الضرورية من معيشة وتعليم وعلاج واحترام ادميته على قدم المساواة دون تميز أيا كان لونه أوجهويته أو دينه أو عنصريته لتسود سودانيته.فهذه هى مقومات الحكم الوطنى ومبرراته والتى فشل الحكم الوطنى فى ان يحققها للمواطن فهل حررنا السودان من الاستعمار الاجنبى ليحل مكانه استعمار وطنى لفئة مميزة فالحقيقة التى اغفلها وغابت عن القوى السياسية ان السودان لم يكن اصلاً دولة واحدة وإنما كان مجموعة دويلات من المماليك والسلاطين انتشرت فى اغلب مناطقه من سنوات ولا تزال اثار هذه الدويلات قائمة وان الاستعمار هو الذى وحدهم ادارياً تحت ادارته كمستعمر ومع ذلك تعامل مع كل منهم باستقلالية تامة عبر المديريات وهذا ما لم يملكه الحكم الوطنى عندما حلت قلة من الوطنيين مكان الانجليز لينتقل السودان من الاستعمار الاجنبى للاستعمار الوطنى فكان هذا مبررا إلا تقبل مناطق السودان المتضررة بهذا الوضع ولا تزال. الواقع الذى يجب ان نعترف به ولا نكابر فيه ان المواطن واعنى به المواطن الأغش الذى يمثل الاغلبية العظمى من السودانيين اصحاب الحق الاصيل ظل مهملا منذ عرف الحكم الوطنى الذى انتهى به الامر لان يكون تكالب وصراع من اجل السلطة لا مكان فيه للأي ى اعتبار له إلا اذا كان من منسوبى البيوت الطائفية وزعماء القبائل او تمرد وحمل السلاح فى وجه السلطة ليجد الاعتبار من ولاة الامر(دخل الغابة بلغة الزمن) ليحق له ان يكون شريكا فى (القسمة) ولعلنى بهذه المناسبة احكى واقعة اقف شاهدا عليها لها مدلول كبير فلقد تخرج معنا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ج --- أكثر
↧