صدر حديثا عن شركة مطابع السودان للعملة المحدودة – كتاب حدث، يقلب كثيرا من المسلمات التاريخية رأسا على عقب ، بحجج بينة ، ومنطق قاهر ،إزورَّ عن التقديم له بعض أهل التاريخ وهم يستبطنون تأييد حقائقه اتقاء غضبة مأدلجي التاريخ ، كتاب تكتنفه الدهشة من أول سطر فيخرج بك من دهشة ليوردك أخرى هكذا بلا انقطاع حتى يحيلك إلى آخره ، نزع ميراث حضارة مروي من كثير من متدثريها حصرا ومانحي أنواطها وحاضني أنسابها ، إلى آخرين منسيين في قلب جبال النوبة، مقدوحة أصولهم ، قدم له ونوه به وأمن على توصياته البروفسور أحمد إلياس حسين -أستاذ التاريخ بجامعة الخرطوم- بأفضل ما يكون التقديم. كاتبه الأستاذ عبد الباقي حسن فيرين أحد مثقفي جبال النوبة وصاحب قدم راسخة في تاريخها وثقافتها ومجتمعها ، وقد جهدت في تسليط الضوء عليه هنا ولا أخفي كم أعسرت في هذا. (الأماويون) نسبة إلى (الأما) والأما هو الاسم الذي يطلقه النوبة النيمانج على أنفسهم ، ويأتي هذا الكتاب بقلم أحد أهم مثقفي جبال النوبة في خضم ثورة الحراك الفكري والثقافي الاجتماعي السوداني بعامة والنوبي خاصة وبسط وفلسفة تاريخهم في سياق تقويم كتابته وسبره ، وفي سبيل كتابة وتقويم تاريخ النيمانج وثقافتهم يعيد الكاتب قراءة تاريخ السودان ، وقد مثل كتاب عبد الله عبد الله جهدية الموسوم بالمقدمة في تاريخ (الأما-النيمانج) الاجتماعي خير توطئة لهذا الكتاب الذي نحن بصدد قراءته هنا، ولعل كتابا آخر في سبيله إلى الصدور للأستاذ الطيب الأمين جبريل – وهو مختص في التاريخ- على أعتاب الصدور قد يمثل ختما لدورة تجديدية كاملة نحن موعودون بمعايشتها . الكتاب في نهجه علمي رصين أليق برسائل الدراسات العليا العلمية مما قد يعسر للقارئ غير المثقف فهمه واستظهاره ، وقد استعان كاتبه بالمناهج العلمية من تحليل لسياق النصوص والنحو وفقه اللغة والدراسات اللغوية المقارنة والروايات ، وقد تتبع فيه قبيلة (الأما-النيمانج) منذ أول وجودهم في منطقة (أمادا) التاريخي --- أكثر
↧