Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | المقالات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

صحوة ضمير!

$
0
0
عبير زين

هنالكَ شعرةُ رفيعةُ جداً تفصلُ بينَ المبادئِ و القناعاتِ الشخصيةِ وبين استسلامنا للقيم المجتمعية، و يتجلي هذا الفرق فى المحكّات الحياتية الحقيقية فمن كان إتيانه للفضائل فقط بدافع الرضوخ للقوانين المجتمعية كالخوف من العيب أو الرذيلة (من وجهة نظر بشرية وضعيه)، فهذا النوع يكون هشاً لا يصمد كثيراً خاصة لو غفلت عنه عين الرقابة المجتمعية. فرقُ شاسع أن نتصرف من مُنطلق قناعة ومبدأ لا يغيرهُ وضعٍ ولا موقف حتى وإن غفل المجتمع عنا فلنا ضميرُ حى مستيقظ يحمل سياطاً لجلد الذات لا ترحم ابداً، فرقُ شاسعُ أن نتعامل من وراء قِناع المثالية حتى نثبت صلتنا بها وما أن نخلو بأنفسنا حتى نخلع عنّا ذلك الرداء الضيق الذى لا يتسعُ لجسدِ النِفاقِ فينا. الضمير نعمة فقدها الكثيرون حين قتلوها بداخلهم مع سبق الإصرار والترصد، وهدهدها البعضٌ حتى دخلتْ فى سُباتٍ عميق لا يوقظها منه ضوضاء الحق و لا صريرُ الواجب، فالحياةُ مليئةٌ بأصناف البشر منهم من يملكون قُدرة هائلة على الثبات والصمود على مبادئهم مهما كانت المغريات أو المُهددات، أؤلائك الذين يراقبون انفسهم و يُنصبون عليها ضمائر حيةً لا تنام، وهنالك من لديهم القدرة على التلوّن والتشكّل حسب المصلحة حتى ينتزعونها رياءً. بعضُ الضمائر لن تصلحَ إلا أن تكونَ منفضةً لرمادِ تبغ الظروف هى التى تتحكم بها وتُحركها كيفما كانت، فمن أينَ لنا بدواء لمرض الضمير؟ من أين لنا بمصلٍ يقينا من نومه الثقيل أو بدواءٍ ناجع فى حال سقمة ووهنه؟ و إلى متى سنشهدُ إحتضار الضمير على مشارف المُغريات وتخُثر المبادئ على موائد الفساد. من النادراً جداً أن نجد من يستسيغ النية الصافية أو يبحث عما تحمله بين أضلعك من قيم نبيلة! فكم نحنُ بحاجةٍ لإستيقاظ ذلك المارد المدعو الضمير، عندها فقط سينصلحُ كل الحال و لن نشكو من سوء وضع ولا أنتشار رشوة ولا فساد دولة حيثُ يتعرض الضمير لكثيرٍ من المُوهنات سواءً أن كانت مُغريات أو مُهددات ويبقى الإيمان الراسخ مُنتصباً لا --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>