أموال الجنوب في الجيوب كمال كرار في الأنباء الواردة بعد اتفاق التعاون مع جمهورية جنوب السودان خبر يسر السدنة والتنابلة عن مبلغ 3 مليار و28 مليون دولار تمنحه حكومة الجنوب للنظام القائم ( أو بالأصح ) للمؤتمر الوطني نظير فاقد عائدات البترول بسبب انفصال الجنوب ( أو استقلاله ) . وهو خبر يسر السدنة لأنه سيضمن بقاء امتيازاتهم المالية ، وربما ستزداد مرتباتهم وحوافزهم وهبراتهم . أما التنابلة فيسرهم أن يروا أن هنالك أموال كافية للصرف علي الأمن والدفاع والبمبان والعصي الكهربائية ، لزوم قمع الانتفاضات الجماهيرية . والمنتفعون والطبالون والأرزقية تسرهم أخبار القروش لأنهم سيحصلون علي الإكراميات والتسهيلات دون عناء لقاء النفرات والمهرجانات والمسيرات التي فيها سندوتشات وبصات وحافلات . أما حكام الأقاليم فهم قد جهزوا خطاباتهم منذ الآن لزيادة الدعم المالي لهم من أجل الحفاظ علي المشروع الحضاري ، أو الفاصل المداري وخصخصة الطرق والكباري . ومن بعد هؤلاء يأتي صغار السدنة في المحليات والمعتمديات الذين يفتحون ( خشومهم ) الآن من أجل أن تكتمل عماراتهم الفارهة وزيجاتهم الجديدة بدون أي تنهيدة . وأضف عليهم المنظمات والهيئات والمجالس الكرتونية ، ثم المجالس التشريعية في نواحي السودان المختلفة . وزيد عليهم منسوبي المؤتمر الوطني في القري والحضر الذين يرددون كل حين ( ما فيش حد أحسن من حد ) ثم لا تنسي قنصليات المؤتمر الوطني وسفاراته وملحقياته الكائنة في دول العالم المختلفة والتي تنتظر دولارات جوبا بفارغ الصبر . وأيضاً ستدخل أحزاب التوالي في زمرة الطامعين في رسوم العبور وأولئك الذين انقلبوا علي حركاتهم والمؤلفة قلوبهم وهلم جرا . ومساعدو الرئيس والمستشارين الذين لا يستشارون ، وسعادة البارون لهم نصيب من كعكة رسوم العبور حتي يعم الفرح والسرور . أما أنت أيها المواطن الهمام فحافظ علي ( تقشفك ) وعيش الحياة علي نظام قدر ظروفك ولا تنسي أن --- أكثر
