
تعيش الساحة السياسية في بلادنا الآن حالة من الحراك الذي يشوبه الحيطة والحذر ، وهذا ما لاتخطئه العين مطلقاً ، فالحيطة تأتي بسبب أن تجارب الدخول في مفهمات - ولا اقول إتفاقيات - بين القوي السياسية كل حداه من جانب ، والمؤتمر الوطني الحاكم من جانب آخر خلا الخمسة عشر الماضية من عمر حكم الإنقاذ لم تأتي كلها أكلها ، حيث لم تر تلك التفاهمات او المفاهمات النور أو التطبيق علي ارض الواقع - وهي إتفاقيات عديدة أصبحت قبل نهاية المطاف مضروبة وقد إنحصرت كلها في الإستوزار فقط ، وهو ما لم يحل إشكالية الشعب السوداني في درء المصاعب الإقتصادية المتراكمة ، فهناك جيبوتي والتي أعقبها التراضي مع حزب الأمة ، وهناك إطار جدة السياسي بين الإتحادي والوطني والذي أغضب التجمع فأردفه الميرغني بإتفاقية القاهرة بإسم التجمع ، وهناك أبوجا بين حركة مناوي والوطني ، وهناك إطاري نافع - عقار الذي إنهار قبل أن يجف مداد حروفه ، وهناك الدوحة بين فرقاء دارفور والسلطة ، ولا ننسي إتفاقية الشرق ، بل وهناك نايفاشا الكبيرة بكل زخمها ومآلاتها العديدة ، بل وهناك ما بين الهندي والوطني مسبقا ، ثم فصائل الأمة المنشطرة من القومي مع الوطني ، وأخيرا الدعوة لحوا ر وطني وبمبادرة رئيس الجمهورية شخصيا .. وكل تلك التفاهمات لم ترض طموح الشعب السوداني في إحداث نهضة إقتصادية وتنموية وتخفيف في مصاعب الحياة ، بل أن العكس قد حدث تماما ، ولا أزيد ... فإذن نجد أن الحيطة أتت من حيث إعتبار تلك التفاهمات باتت مضرووووبة ، أما الحذر فقد يأتي من خلال إتهام كافة القوي السياسية المعارضة لنظام الحكم الحالي بأن الدعوة الحالية ربما تكون لألتقاط المؤتمر الوطني لأنفاسه السادرة ، بسبب إنتشار همهمات العديد من مكوناته الداخلية بغرض التجديد وحتي تغيير الطاقم ، مع إستمرارية ذات النهج الأحادي في الحكم ، بجانب مبدأ : لا مانع من نتقاسم بعض المقاعد التنفيذية مع بعض الأحزاب - لكن القيادة والريادة والحل والعقد تظل في يد --- أكثر