
اليكم. الطاهر ساتي تنطع طبيب ..!! ** قبل كذا سنة، جاء رجل أعمال شهير عبر مطار الخرطوم متأبطاً جهاز حاسوبه المحمول، فإستوقفته السلطات في بهو الصالة وأمرته بكل براءة :(إفتح لاب توبك ده)، فأصاب الرجل بالدهشة في زمان لم يعد فيه ما يُدهش، وسألهم حائراً ( افتحوا ليه؟، ده جهازي الشخصي)، فكرروا أمرهم : ( لا، لازم تفتحوا، عشان نشوف إنت شايل فيهو شنو)، فإزدات دهشته، إذ هو لايحمل حاوية عشرين قدم، ولا صناديق ذخيرة وأسلحة، بل محض حاسوب محمول وبه ملفاته وأوراقه وصوره وغيرها من الخصوصيات، ثم سيادته ليس بمتهم في جريمة تستدعى تفتيش جهاز حاسوبه الخاص، ولذلك طالبهم بتبرير هذا الأمر الغريب، فقالوا بذات البراءة : ( يازول افتح جهازك ده، عندنا تعليمات نفتش اللابتوبات، لأنو في ناس بتجيب بيها صور وأفلام فاضحة)، فضحك رجل الأعمال وملأ الصالة بقهقهة داوية، وفتح الجهاز وفتشوه ولم يجدوا صوراً فاضحة ولا أفلاماً فضائحية، فأمروه بالمغادرة، فغادرهم بلسان حال سائل : (ياجماعة إنتو ما سمعتو بحاجة اسمها إنترنت؟، ولابحاجة اسمها فضائيات؟)..ولو أخذ الأمر بماخذ الجد، لسألهم : هل كل من يحمل حاسوباً شخصياً يظل متهماً - عندكم - حتى يثبت براءته بالتفتيش ..؟؟ **المهم، كان ذاك توجيهاً سارياً في المطارات والموانئ، بحيث الكل كان متهماً بتوريد الصور والأفلام الفاضحة حتى يثبتوا براءتهم بتفتيش (لابتوباتهم)، ومعبثرة ملفاتها..وليس بعيدأ عن هذا النهج التجريمي، لايزال تبرير شرطة المرور في مكافحة تظليل السيارات هو (في جرائم بتحصل جوة العربات المظللة)، أي كل من يمتطي عربة مظللة - ما لم يكن قيادياً بالدولة أو دبلوماسياً بسفارة - يظل متهماً بإرتكاب إحدى الجرائم حتى يمتثل لأمر إزالة التظليل..النهج التجريمي لايليق بمؤسسات الدولة، وكذلك نهج (كل الشعب متهم - بتمهة ما - حتى يثبتوا براءتهم منها)، ليس من أركان العدالة.. فالعدالة تتجاوز البرئ وتضع حتى المتهم - بتهمة ما- في دائرة البراءة --- أكثر