لما حرق موسي العجل الذي كان يعبده قومه وذراه في اليم أختار سبعين رجلا من خيارهم وقال: انطلقوا إلى الله وتوبوا إليه مما صنعتم فقال له السبعون أطلب لنا ربك نسمع كلامه ففعل ولما دنا من الجبل وقع عليه الغمام حتى تغطي الجبل كله فدخل فيه ودعاهم فدخلوا معه ووقعوا سجودا وسمعوا صوتا يكلمه يأمره وينهاه افعل ولا تفعل فلما فرغ إليه من أمره انكشف عنه الغمام فأقبل إليهم فقالوا لموسى ( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهارة ) فأخذتهم الرجفة ........ ألخ قصة بني اسرائيل هذا المنطق المادي والعيني التعجيزي الداعي لأثبات وجود الله بالرؤية المجردة والرافض لذلك الوجود بصورة ايمانية مطلقة والذي دفع به بنو اسرائيل لمواجهة نبوءة ورسالة موسي والشك فيهما هو ما جعل الله يأخذهم أخذاً وبيلاً بالصاعقة ولهذه القصة دلائل ومعاني عميقة في هذه الحياة الآدمية حين يواجه المنطق والعقل بكبرياء سافر وفجور مستفذ ولا مبالي .....فان القوة أوالشدة لابد أن تكون هي سند المنطق الحاسم نفس هذا المنطق هو الذي تحكمنا وتتعامل معنا به عصابة المؤتمر الوطني منطق لن نؤمن لك حتي نري الله جهارة ...... فالمؤتمر الوطني لن يؤمن أصلاً بأن هناك شعب وأن هناك وطن يتمزق نتيجة سياسات بائسة وفقيرة وقذرة وفساد عظيم في حكمه ولو رأي هؤلاء الناس حفاة عراة يأكلون بعضهم بعضاً وفي وضح النهار وجهرته ونفس هذا المنطق ينطبق أيضاً علي ذلك الشعب الفقير البائس في علاقته ما بين الانتفاض والثورة وبين الرفض المطلق الصامت لحكومة ضعيفة حتي يري ذلك الضعف الحكومي يسير علي رجليه ويتجول في أسواق في شوارع وأزقة في الخرطوم اذن فالنتيجة دائماً هي محصلة واحدة لضعف مستمر لمنطقي الثورة والسكون ومعادلة الحكم والمعارضة في السودان ويتحركان علي هذا النحو وبهذه الصورة وبما أنه تمت اماتة هذا الشعب وأخذه أخذاً وبيلاً بواسطة صاعقة الانقاذ وجبروتها فان عملية احيائه تتطلب ثورة قوية وانتفاضة واعية تتحقق شروطها وفق مفاهيم تلك القوة والشد --- أكثر
↧