
خيار العاصمة ...وفقوس الأقاليم.. وسوس الأطراف ! محمد عبد الله برقاوي.. bargawibargawi@yahoo.com الزعيم الراحل اسماعيل الأزهري عليه الرحمة ، عرف بالبساطة والطيبة ودماثة الأخلاق ، يقال والعهدة على الراوي أن أحد أنصاره ، كان يتردد عليه بين الحين والآخر ، من أطراف أم درمان في منزله و على ظهر حماره الذي يعتزبه كثيرا ، فكان الأزهري يكرم ضيفه ويعلف دابته ! انقطع الرجل لعدة ايام استغرب الزعيم غيبته فارسل في طلبه ، وعند حضوره سأله ان شاء الله خير ما الذي جرى لك ؟ أجابه الرجل بان حماره قد مات ! فما كان من الزعيم الا الارتماء في حضن صاحبه باكيا ومعزيا ومعاتبا على عدم ابلاغه بالخبر ! الان حكوماتنا الرشيدة التي تحكم بشرع الاسلام الذي ينادي باكرام الانسان حيا وميتا ، لم تكلف نفسها لا بالعزاء في شهداء نيالا ولا باستدعاء واليها المحترم للتحقيق معه في الحادثة ، بل جعلت منه الحكم وهو الخصم ليقوم بتشكيل لجنة ، معروف سلفا تقريرها وعلى من سترمي باللوم ! هكذا كانت دائما الانقاذ تتعاطى مع أهل الريف والهامش ، فكان ذلك النهج هو سبب رفع السلاح والتمرد وانفتاح الجروج التي تتوالد منها الجروح ، بل أن سياسة التركيز على مناطق بعينها بالعطف التنموي هو ما دفع الملايين للنزوح الى العاصمة التي أصبح تكدس ثلثي الشعب السوداني في متونها وأطرافها ، يشكل الهاجس الأمني الأكبر الذي يدفع المسئؤلين على كل مستوياتهم في اتجاه السعي لمحاولة استعطاف ساكني العاصمة من ناحية ، ونشر التحوطات الأمنية التي تفتح عليها العيون بالهلع والسهر والحمى من جهة أخرى ! فنجد الرئيس ونوابه يتسابقون لزيارة لاعبي الكرة والفنانين والمفكرين وربما غدا تضاف فئات أخرى ، للزيارات المنزلية ، بغرض استحلاب عواطف أهل العاصمة من خلال تلك الفئات وكأن الريف ليس فيه الألاف من المنسيين ال --- أكثر