
حكى لي أحد أساتذنا الصحفيين الكبار عليه الرحمة وقد كان في خمسينيات القرن الماضي في زيارة لكبريات الصحف المصرية بغرض إكتساب الخبرة وفقاً لتقنيات ذلك الزمان والتي سبقت مصر عالمنا العربي في إمتلاكها ! قال لى كنا في ذلك اليوم نزور دارالإهرام إن لم تخني الذاكرة فسمعنا جلبة وصراخاً فهرعنا لنتبين الأمر ، فاذا بنا نجد عدداً من الأشخاص يحاولون إثناء الأديب الراحل عباس محمود العقاد عن ضرب المصحح اللغوي للجريدة وكان سبب ثورة الرجل الذي عرف بحدة الطبع والعصبية ، أن المصحح قد عدّل جملة كان يعتقد إن العقاد أوردها خطأ في مقالته ..إذ كتب الأديب الكبير يقول مثلاً ..وهذا يحدث كظاهرة طبيعية في الكرة الأرضية من أقصاها الى أقصاها..فوجدها العقاد معدّلة بعد النشر لتصبح من أقصاها الى أدناها! فأخذ العقاد يضرب الرجل و يدير بيديه نموذجاً لكرة أرضيه وهو يصيح في وجهه قل لي ياحمار أين أقصاها وأين أدناها ! وذلك يعني أن لا إستثناء عن مرور حتى مقالات علماء اللغة والأدباء الكبار في الصحف الكبرى على غرفة المصححين الذين قد يقعوا هم أنفسهم في الخطأ وجلّ من لا يسهو ! حينما كنت أعمل في صحيفة التيار إبان فترة حكومة شراكة نيفاشا حيث عدت للوطن متفائلاً بأن تحافظ تلك الإتفاقية على وحدة الوطن وكان تفاؤلا في غير محله ..! كنت عادة أبعث مقالي من المنزل بالبريد الإلكتروني في الصباح الباكر ..وحينما أذهب الى الجريدة بعد العاشرة ..أدلف مباشرة الى غرفة المصححين لأتأكد من سلامة المقال من أية أخطأ..وفي إحدى المرات وجدت المصحح قد سحب كلمة جمرة الغضى التي وردت لها مناسبة في مقال ذلك اليوم لاأذكرها تحديداً الآن ! وحينما سألته قال إنه لا يعرف معناها لذا استبعدها! فأوضحت له إن الغضى شجر --- أكثر