ورد في أخبار الأسبوع المنصرم، لقاء الرئيس السوداني، بجيمي كارتر، الرئيس الأمريكي الأسبق، الذي صرَح بدوره أن الأول قد كشف له، عن قرارات جديدة بشأن الحكم في البلاد، كما قال كارتر أن الرئيس السوداني، قد حدثه عن حوار حكومته مع القوى السياسية والانتخابات القادمة.... الخ. ومن الطبيعي و المنطقي، أن نتساءل، في كل الأحوال، عن مغذى الكشف عن قرارات جديدة، بشأن حكم البلاد، وهو شأن داخلي بحت، للأجانب عامةً و لكارتر خاصةً. في تقديرنا، أن أية قرارات بشان إدارة السودان وحكم شعبه؟؟ معني بها شعب السودان المحكوم، وحده لا غيره، وهو بالتالي أولى بالكشف له عنها، وليس تركه نهباً للتخمين، وضرب الأخماس في الأسداس، ليعرف ما سيطلع به عليه، رئيسه هذه المرة !! و نتساءل أيضا، بل، إن شئت الدقة، نذكِر، لعل الذكر ينفع المؤمنين، هل كان كارتر هذا رئيساً أسبقاً لأمريكا التي "قد دنا عذابها" أم لأمريكا غيرها؟؟!! هذا من جهة. و من جهة أخرى، فإن جيمي كارتر، لا يمثل الإدارة الأمريكية، و قد خَلَفَه أربعة رؤساء، على رئاسة تلك الإدارة، كما هو معلوم. وهو على كل حال، ليس في موقع التأثير المباشر، على اتخاذ قرارات الإدارة الأمريكية، فيما يتعلق بعلاقاتها الدولية، الاقتصادية والسياسية ... الخ، بالسودان أو بغيره من الدول. و إذا كان ذلك كذلك، فما معنى الكشف لكارتر، عن قرارات جديدة، بشأن الحكم السودان، قبل كشفها لشعب السودان، المعني بها دون غيره، اللهم إلا إذا كان المقصود به، مخاطبة الادارة الأمريكية خاصةً، و الأسرة الدولية عامةً. و يلحظ هنا ما درج عليه، قادة المؤتمر الوطني، من مخاطبة المجتمع الدولي، بلغة غير تلك التي يخاطبون بها الشعب الذي يحكمونه. وهذا ضربٌ من الحديث بلسانين، الموصوف بأنه من علامات النفاق و الكذب المنهي عنهما شرعاً. لذا تجدهم يرغون و يزبدون، حين يتحدثون في المنابر، وتنتفخ أوداجهم، "و يمزقون حناجرهم بالأكاذيب" و هم يكيلون السباب والشتائم للغرب عامةً و أمريكا خاص --- أكثر
↧