لماذا أصبح الشعب السوداني يستجدي حريته وكرامته وعزته من جلاديه ؟ لماذا يقلل الشعب السوداني من قدرته علي إحداث التغيير الذي يرغب فيه ؟ أليس هو نفسه من قاد إنتفاضتين من قبل مع أن دواعي التغيير في الإنتفاضتين السابقتين كانت أقل مما هو متوفر الآن ... يجب أن نعلم أن هذا النظام هو الذي ادخل البلاد في هذا النفق المظلم ، وهو بذلك غير مؤهل لا أخلاقياً ولا سياسياً أن يخرج البلاد من هذا النفق ، بل مصالحه الطبقية تحتم عليه الحفاظ علي هذا الوضع لأطول فترة ممكنة ، ولذلك فهو يحاول كسب الوقت بمثل هذه البالونات التي يطلقها من حين لآخر مثل خطاب الرئيس الأخير .... فنري عدم جدوي تناول موضوع الخطاب في حلنا وترحالنا وترك المهام الأساسية في فضح سياسات النظام والتعبئة ضده لإحداث التغيير الذي ننشده .... النظام يريد مزيداً من الوقت وهو غير جاد في ما يقوله وقد خبرناه علي مدي ربع قرن من الزمان وهو لن يتنازل طواعية عن الحكم ، وأي مساومة تؤدي لإستمرار النظام في الحكم مهما كانت التنازلات الذي يقدمها هذا النظام هو خيار مرفوض ، وكذلك أي مساومة لتنازله عن الحكم مقابل العفو وعدم المحاسبة أيضاً خياراً مرفوضاً ، وهذا الرأي ليس رفضاً للحل السلمي ولكن الحل الذي يرضي جماهير الشعب السوداني لا يمكن لهذا النظام أن يقبل به طواعية ويوافق عليه مختاراً وهو يعلم أنه سوف يحاسب علي كل الجرائم التي إرتكبها في حق هذا الشعب من قتل وتشريد ونهب وسرقة ، ولذلك فلا خيار أمام هذه الجماهير وقياداتها السياسية والنقابية والنسائية والطلابية والشبابية سوي العمل والعمل الجاد من إجل إحداث التغيير المنشود بدلاً من إنتظاره كهذا من فئة أدمنت خداع الجماهير وتخديرها وإرتكاب الفظائع من أجل البقاء في كراسي الحكم . الحل يكمن في .... العمل الجماهيري الدوؤب المثابر لإحداث الإنتفاضة الشعبية والإضراب السياسي والعصيان المدني من أجل إسقاط هذا النظام وإقامة البديل الديمقراطي . عثمان حسن صالح (المحامي) [ --- أكثر
↧