Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | المقالات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

عين ثالثة تجعلك قريباً!

$
0
0
الدكتور نائِل اليعقوبابي

*(ليس كل إنس مودة.. ولا كل انقباض وحشة) - مسكويه- .. كيف للواحد أن يكتب عن الحب وهو في حالة حب وعن الخوف وهو في حالة خوف وعن الشجاعة وهو في حالة قتال…! إنّ كلّ الروايات التي تحدّثت عن أهوال البحار مثلاً، قد خطّها أصحابها فوق اليابسة وعلى الشواطئ الآمنة، أمّا أبطالها الحقيقيون فلم يجدوا الوقت الكافي لكتابتها… فمنهم من لا تهمّه الكتابة أصلاً، ومنهم من أودع روايته للمجاديف المتكسّرة والأشرعة المتمزّقة لتحدّث عنه وتعيد إحياءه على الورق بعد أن صار وليمة للأسماك التي خرج لصيدها. وحدها المسافة بينك وبين الأشياء تقوّي البصر والبصيرة وتجعلك أوسع إدراكاً وأكثر فطنة وأوفر قدرة على التمييز، ومن ثمّ المقارنة والمقاربة. قليلون هم أولئك المبدعون الذين يتمتّعون بـ(عين ثالثة) ولم يغادروا قراهم أو مدنهم إلاّ نادرا كنجيب محفوظ الذي يمتلك قدرة هائلة على الانسلاخ من (قاهرته) ثمّ يعود إليها بنفس الألق والزخم، وكأنّ روايته يتناوب عليها قلمان: قلم سائح وآخر من أبناء البلد. لذلك، ولأجل كلّ ما تقدّم، جاءت نعمة السفر لتجعلنا ننظر إلى أمكنة غيرنا وينظر غيرنا إلى أمكنتنا فيخبرنا عمّا لم نره وننتبه إليه.. ونخبره عمّا كان يسبح في فضائه ولا يعرفه…. لأنّه - ببساطة- لم يفارقه. مازال الكثير منّا يحسب أدب الرحلات مجرّد كتب تجمع بين الطرافة والغرابة- وفي أحسن حالاتها- لا تزيد عن مصادر يستأنس لقراءتها وقد يفيد بعضها في التاريخ والجغرافيا بعد تنقيتها من الشوائب والمبالغات. لعلّ بعضنا يجهل أنّ هذا الصنف الأدبي أصبح يدرّس في أرقى جامعات العالم ويتناول بالدراسة والبحث في أصغر ما دوّنه الرحّالة والمسافرون على دفاترهم من ماركو باولو ومستعملي طريق الحرير، إلى مؤلّفات ابن بطوطة وياقوت الحموي ورحلات التيجاني وابن خلدون وحتى المتنبّي وغيره من الذين اقت --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>