خوفي أن نهدي أحدهما الكأس

• حتى بعد بلوغ الهلال والمريخ الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الأندية الأبطال لا تزال المكايدات سيدة الموقف. • لا أحد ينشغل بناديه. • كل طرف يكرس جل اهتمامه في الطريقة التي يعيق بها تقدم الآخر. • يا له من تخلف مريع ما نعيشه في سوداننا المكلوم. • المصيبة أن بعضنا يسمي كل هذا التخلف الواضح للعيان مناكفات بريئة. • ومعنى ذلك أن هؤلاء البعض لا يعرفون معنى التنافس بنبل. • ليس هناك بينهم من يتمنى أن يفوز الهلال على اتحاد العاصمة ويتغلب المريخ على مازيمبي في لقائي نصف النهائي لكي يلتقي الفريقان السودانيان في المباراة النهائية. • دعكم من الوطنية وروحها المفقودة في بلد أفرغه حكامه من كل جميل فيه. • أقول دعكم من الوطنية لعلمي أن البعض يؤكدون خطأً أنه لا يجوز الحديث عن الوطنية في مجال كرة القدم وأن كل ندين في أي بلد يتصارعان ويكيدان لبعضهما البعض.. • لكن تعالوا نسأل أصحاب هذا الرأي ( التالف) ونقول لهم ألا ترون بأنكم تجبنون حين لا يتمنى أحدكم لقاء الآخر؟! • لما لا يتحدى الهلال والمريخ بعضهما البعض ويتمنيا مواجهة سودانية خالصة في النهائي. • هذا هو التنافس بنبل. • لو تمنينا أن يلتقي الهلال والمريخ في النهائي ستكون الغلبة بالطبع لأحدهما ليظفر بالكأس. • وقتها فقط يستطيع الفائز أن يحتفل ويفرح ويغيظ الآخر بما يحلو له. • أما ما نتابعه حالياً فهو حديث فارغ المضمون لا يؤكد على شيء بقدر ما يؤكد على تخلفنا وعلى رغبتنا في الاحتفاء بإعلام يتاجر فينا في وضح النهار وبرغبة كاملة منا. • المشكلة أن مثل هذه النوايا الشريرة تجاه بعضنا البعض من الممكن أن توردنا جميعاً التهلكة ليضحك أب سنينة على أب سنينتين في نهاية الأمر وهذا ما لا نتمناه. • الرياضي الحقيقي والمحب لناديه باخلاص جاد لابد أن يفرح فقط عندما يتغلب على منافسه بنفسه لا حينما يجهز عليه آخرون. • فهل ترتقي صحافتنا لهذا المستوى من التنافس الشريف النبيل! • بالطبع لن تفعل لأن مثل هذا الأسلوب --- أكثر