
المساءات الحزينة تبصُقني من خلف نافدة معتمة لأرتمي خارجها؛ قطار الترقب يمضى ببطء وأمعن فى الوجع الليل وحيدٌ مثلي يلتهمني كقطة مشردة.. ضائعة.. خائفة تختنق بالحياة، ويتمرد عليها الموت. ........ يخذلني الوفاء الممضوغ حد الاهتراء و يحتضر صمتي. أرتقي سلم الألم لأدق في سقف السماء اسفينَ قبلةٍ يتسع ثقب الأوزون بغبار حزني الليل يتأبط ذراعي.. يختمر بروحي وتهجع المدينة. كلُّ المدينةِ منقوعة في الظلام.. الأرقُ ينصب خيمته بين جفوني كمارد لعين.! كلما دعكتُ عينايََ فاض بي ليحتلني. مشوشة صورة الصباح تأخرت الشمس قليلاً و حين أفاقت كان المطر الكئيب يعلقُ الضباب بشاليَّ الملون. الحزن يتحرش بي حنجرتى مدخنة..! .................. تتنفس آهة عميقة ويتسامى عمود دخان كلما أهمس ترتفع الى أعلى كمدخنة مطعم قديم سيئ التهوية. بدأ الضباب في التعلثم.. لم يجد ما يقوله لي رحل دون أن يقول وداعاً. صباحٌ فقد ذاكرة النور يتكئ يومي على خاصرة الوجع أقدام الساعة الهزيلة تمشي الهوينى وأتشرنق بحزني أتساءل متى يتدحرج الوقت؟ و يلبسني النسيان كمعطف قديم بالٍ تخرج من بين ثقوبه ذكرى إنسان. .................... الآن قد أتى زمن الحريق ...أحترق و أحترق أُفضلني رماداً على أن أصير عشبة يحتطبها العابرون. suzankashif@hotmail.com