
تأملت الوجوه القريبة.. وجدتها جميعا مكسوة بحزن شفيف، بعضه مخبوء في العيون.. وبعضه يطفو على سطح الملامح فيحيلها إلى شيخوخة مبكرة تفقدها حيويتها ونضارتها وإقبالها على الحياة.. وقد تكون أسباب ذلك الحزن منطقية.. رغم اختلافها وتباينها في ما بيننا.. ولكننا نتحدث عن الحزن من حيث المبدأ.. فليتنا نتواثق جميعا على ألا نحزن.. فالشاهد أنه شعور مقيت ومنهي عنه في كل الشرائع والأعراف. قال ابن القيم رحمه الله: لم يأت (الحزن) في القرآن إلا منهيا عنه كما في قوله تعالى: (ولا تهنو ولا تحزنوا).. أو منفيا كقوله: (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)..! وسر ذلك أن الحزن لا مصلحة فيه للقلب، وأحب شيء إلى الشيطان أن يحزن العبد المؤمن ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه ويسلمه لليأس والسخط. وقد استعاذ منه النبي صل الله عليه وسلم حيث قال: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن). لذا يقول ابن القيم: الحزن يضعف القلب، ويوهن العزم ويضر الإرادة، ولا شي أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن..! لذلك افرحوا واستبشروا وتفاءلوا وأحسنوا الظن بالله، وثقوا بما عند الله وتوكلوا عليه وستجدون السعادة والرضا في كل حال.. فالشاهد أن السعادة المطلقة تبدأ من الداخل.. ومن رغبتنا الأكيده فيها. ويمضى الإمام بن القيم فيقول: "ﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻓﺮﺣﺘﻚ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ، ﻭﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻘﻠﻚ ﺑﺎﻟﺘﺸﺎﺅﻡ، ﻭﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻧﺠﺎﺣﻚ ﺑﺎﻟﻐﺮﻭﺭ، ﻭﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﺗﻔﺎﺅﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑ& --- أكثر