Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | المقالات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

(ع. م) جزء من الأزمة.. أم جزء من الحل

$
0
0
محمد لطيف

بعد امتصاص صدمة نكسة يونيو 1967 في أسبوعها الأول.. كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر على استعداد لسماع الآخرين.. ولكنه كان أكثر استعدادا لتوجيه النقد المباشر لكل من كان يرى أنهم ضالعون في صناعة تلك النكسة.. وفي تلك الحالة النفسية.. جاءه شعراوي جمعة وزير الداخلية آنذاك.. وشعراوي لم يكن من الضباط الأحرار مفجري الثورة ليلة 23 يوليو 1952.. بل كان يعد من الذين آمنوا بعد الفتح.. ورغم ذلك عهد إليه عبد الناصر بذلك المنصب الخطير.. فكانت النتيجة طبيعية.. الشاهد أن شعراوي قال لعبد الناصر معاتبا.. ليس من المعقول يا ريس ألا تتصل بي طوال هذه الأيام لاستشارتي وأنا وزير داخليتك..؟ فرد عليه عبد الناصر كمن كان ينتظر السؤال.. لم أعرف ما إذا كنت أنت جزءا من الأزمة أم جزءا من الحل.. لذا فضلت عدم الاتصال بك.. والمعنى واضح.. ولأن شعراوي كان يعلم يقينا أنه جزء من الأزمة.. خد بعضو ومشي..! أتذكر هذه الواقعة.. وأكتبها أحيانا.. كلما أطل على السودانيين مسؤول.. ناصحا وموجها وناقدا أحيانا.. في أمر سُكب فيه مداد كثير.. وقيل فيه أكثر.. ولم يكن سافها لكل ما قيل.. متجاهلا لكل ما كتب إلا هو.. يوم كان في السلطة.. شاغلا منصبا.. كان في مقدوره.. إن خفض جناح الذل.. أن يجنب البلاد والعباد الكثير من الشرور.. ويتصدر هذه القائمة هذه الأيام.. وزير المالية السابق السيد علي محمود.. وهو الذي في عهده بحت أصوات المراقبين والمحللين والحادبين.. بضرورة إعادة النظر في منهج الاقتصاد.. وفي نهج إدارة المال.. وحين كانت الناس تحذر من مغبة انفصال الجنوب وأثر ذلك المدمر على الاقتصاد السوداني.. ورغم كل الذي بائنا بالمعطيات.. ومثبتا بالأرقام.. كان وحده وزير المالية حينذاك.. يؤكد أن الوضع تحت السيطرة.. وأن الأمر ليس بالخطورة التي يصورها البعض.. ولم يتفوق على وزير المالية يومها في مثل هذا الادعاء إلا محافظ البنك المركزي يومئذ.. الذي بلغ به حد الزعم أن انفصال الجنوب سيكون خيرا وبركة على الاقتص --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

Trending Articles