Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | المقالات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

غول المتاجر التعليمية .. !!

$
0
0
هيثم الفضل

سفينة بَوْح غول المتاجر التعليمية .. !! والعام الدراسي الجديد على مشارف الأبواب ، هل لنا أن نجتر بعض ذكريات عن إمبراطورية التعليم في السودان قبل ثلاثين عاماً من الآن ، علنا نكشف ستاراً لأجيال من المعلمين والطلاب عن ما كان عليه حال الدولة و الوزارة والمجتمع من إجماع منقطع النظير حول أن التعليم هو الأولوية التنموية المقدَّسة التي لا يستقيم أمر التنمية المستدامة دون تحقيقه لأهدافه ومن ثم جني ثمار ما غرسته أيدي رجال كانوا هم علية القوم في زمانهم ذاك ، ولنبدأ بالمعلم الذي إنهارت بنيته النفسية والمهنية والمادية في آنٍ واحد مع الإنهيار الأخلاقي لمفهوم التعليم لدى السلطة والنافذين في هذا العهد إنطلاقاً من مبدأ (الأنا) ونفسي أو الطوفان ، وذلك عبر ما أودت به تجارية التعليم وإدخاله بورصة العرض والطلب بالقدر الذي صنع غولاً أو مارداً جثم على صدر العملية التعليمية والتربوية تحت مسمى التعليم الخاص ، هذا الجسم الغريب الذي تغوَّل عبر سُبل الدعاية والإعلان والإستقطاب السلبي لفئة صغيرة من المجتمع حازت على الثروة والجاه ، أوحى بقشرته البرَّاقه إلى عامة الناس من المنتمين إلى الطبقة الوسطى (التي إندثرت الآن وذابت مع الطبقة الفقيرة) ، بأن أمر تعليم أبناءهم لا مجال لجدواه أو فعاليته دون الولوج إلى سوق التعليم الخاص ، فصاروا وإنطلاقاً من إيمانهم بأهمية التعليم في رفد الأبناء بما يمكن (مجازاً) أن يُمثل سنداً لهم في المستقبل ، يقطعون من لحومهم الحيَّة ومن قوت يومهم ومن تطلعاتهم وطموحاتهم حتى يموِّلوا تعليم فلذات أكبادهم بالرغم من علمهم أن مصيرهم بعد التخرج هو الوقوف في طابور إنتظار الحصول على وظيفة لا تُثمن ولا تغني من جوع ، وحتى هذا الخيار المُر لا يمكن تأمينه دون واسطة أو دفعه قوية من أحد النافذين التابعين لهيكل التمكين السياسي للمؤتمر الوطني والذي ساد كل الدواوين الحكومية والمؤسسات وحتى الشركات الخاصة من باب أن أهل السوق والتجارة أصبحوا أيضاً يدلفون --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>