
ما ذخرت به صحف الأمس وهي تتناول اللقاء التفاكري بين السيد والي الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر وبروف/ مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، ومحاولتهما معاً على التوكيد بأن المخطط الهيكلي للخرطوم إقتضى تفريغ وسط الخرطوم وتحويل المستشفيات العامة إلى تخصصيه وعبر سيادته على عدم رضائه عن أداء المستشفيات العامة ومن جهة أخرى، دافع بروف حميدة عن قراره تحويل مستشفى جعفر بن عوف لتحويله إلى مستشفى مرجعي (قائلاً) لن أرمي الأطفال في الشارع وهم في عيوني.. وأقر بمسئوليته تجاههم.. وفي هجومه على كاتب هذه الزاوية قال: أنت مالك بالأرض هي حقتك؟! (وأكد): (مافي زول حيشيل متر لرقبتو).. فيما تحدثت الدكتورة هالة الكارس قائلة أنها عملت في معظم مستشفيات الولاية لأكثر من عشرة أعوام وأن السياسة الصحية تمثل الوجه القبيح للحكومة فإن كانت هذه هي سياسة الحكومة فلتذهب الحكومة. في وسط هذه الرؤى المتباينة تظهر حقائق أساسية هي أن الحكومة قد إختارت تفريغ وسط الخرطوم.. دون مراعاة للبدائل التي تؤدي ما تؤديه مستشفى جعفر بن عوف للأطفال تجاه الطفولة.. وحتى إغلاق الحوادث قد تم تأجيله من 16/1 إلى 16/2 مما يعكس حالة الإرتباك في تنفيذ القرار مما يقدح في إصداره كقرار.. أما النظرة العجيبة لهيكلة الخرطوم فإنها أخذت شكل القداسة فمحاولات الإيحاء بأنها الضرورة الملحة في الوقت الحالي يمثل نوعاً من التكالب السياسي لا ينبغي أن ينسحب على الواقع الصحي الذي يحتاج الدراية والدراسة والمال.. وما أثاره البروف الفاضل بقوله لنا (مالك بالأرض.. هي حقتك؟!) الشاهد في الأمر فهي ليست حقتي ولا هي حقت السيد الوزير المحترم.. لكن أن نصل إلى مرحلة أن الأرض أرض من؟! فإن الأمر يكون قد حسمه بشكل أو بآخر.. فمثل هذه القرارات التي تمرر تحت الحشود الإعلامية تثير علامات الإستفهام الكثيرة وعلامات التعجب اللامحدودة.. خاصة عندما يبرز القول من البروف أن المستشفى الأكاديمي ملكه والوالي يقول أن الأكاديمي ملك الولاية.. والأم --- أكثر