Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | المقالات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

"الحوت" خارج سياقاته المثيولوجية (2)

$
0
0
عزالدين صغيرون

"الحوت" خارج سياقاته المثيولوجية (2) تصحير الذاكرة و"أيقونة" الرفض المضادة قبل أكثر من عقد ونيف ،أو عقدين تقريباً ،كنت قد نشرت على صفحات مجلة "الدستور" محاولة تحليلية لتفسير ما كنت أعتبره "ظاهرة محمود عبد العزيز بين المقدس والمدنس" في السياق النفس اجتماعي لها ،إذ لم يكن العامل السياسي وقتها العنوان الرئيسي لأزمات المجتمع السوداني كما هو عليه الآن ، ولم يكن عاملاً ضاغطاً على الوعي بالمستوى الذي بلغه اليوم ، ولكنه – أي العامل السياسي – كان متخفيَّاً يعمل تحت ستار من القيم الاجتماعية في عملية "إعادة صياغة" شاملة للوجدان الاجتماعي والثقافي للسودانيين ، بعملية فرز وإبدال وإحلال وفق معايير وأجندة أخلاقية موجهة لتحقيق أهداف سياسية في المقام الأول والأخير لتأبيد سلطة النخبة الأليغارشية الإسلاموية. كانت المشكلة بالنسبة لي في سياقها اجتماعي تبدو واضحة على نحو فاجع وتنذر بمصير للفنان منفتح على أسوأ الاحتمالات ، وكأنه كان يبحر مدفوعاً برياح عاتية تجرف سفينته على نحو لا يمكن السيطرة عليها أو التحكم في سرعة اندفاعها. في ذلك المنظور بدا كما لو شاب بسيط ،طيب ،حسن الظن بالحياة والناس ، موهوب ، عشق الفن منذ طفولته فانحاز له خياراً نهائيا ،سقط في فخ سوء الظن الذي نسجته ظروفه الذاتية الخاصة ، ومنظومة المعايير القيمية لمجتمعه من ناحية أخرى. وقتها كثر اللغط وشاعت الحكايات والروايات حول الفنان الشاب ، وكل الحكايات تنسج صورة لشخص لامبالٍ ، يسلك كما يحلو له ، ولا يقيم وزناً لما تعارف عليه المجتمع من تقاليد ومنظومة قيميَّة وسلوكية ، متحرراً من القيود السلوكية سواء كانت مفروضة بقوة المجتمع المعنويَّة ، أو بقوة القانون الوضعية ،وتُحكى له في ذلك قصص ومواقف فاتنة في تحديها ولامبالاتها . فتنة هذا السلوك المنتهك لثوابت الأعراف التقليدية لا يمكن فهمها خارج سياقها التاريخي . فالثمانينات كانت مرحلة قلقة في تاريخ المجتمع السوداني علا فيها صوت الهوس الديني بإ --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>