بسم الله الرحمن الرحيم اخي شوقي والله كم تجدني اسف لآني لم اطلع على رسالتك المؤرخة بتاريخ 15 مايو الماضي الا بعد ما اخطرني بها ابني وذلك لاسباب مرضية مرتبطة بالنظر مما ابعدني لفترة عن القراءة والاطلاع . اولا سأرد على رسالتك في شقين الشق الاول سأحكي لك قصة قريبة من قصتك مع فارق الظروف والثاني عن تساؤلك عن اجهزة الامن. والى الشق الاول:- كنا حديثي التخرج في مدينة اكوبو بمديرية اعالي النيل .كان عددنا 6 اضافة الى ضابط الشرطة وضابط المجلس والذي هو رئيس لجنة الامن ووكيل البوستة ومساعده وكان معنا شاب يافع يصغرنا سنا مسئولا عن حملة مكافحة اعشاب النيل هذا الشاب يسمى عثمان. وكان المكان الوحيد الذي نلتقي فيه ليلا نتسامر هو منزل قائد الحامية وهو رجل (ضكران) اسمه محمد احمد الحاج ويلقب بود الحاج وهو من ابناء امدرمان .كان الشاب عثمان له ملكة شعرية ويتحفنا يوميا بقصيدة غزلية او من الشعر الثوري الحماسي لتلك الايام .وحقيقة كان الوئام يجمعنا واصبحنا مثل اسرة واحدة.وفجأة وصل خبر برفت عثمان من الخدمة لان ضابط المجلس ارسل تقريرا ذكر فيه ان عثمان هذا شيوعي .وعم الحزن جميعنا وودعناه وداعا حارا وبعد ذهابه لم تنقطع صلتنا به وكان يراسلنا باستمرار وكنا جميعا قد اصابنا الغضب من ضابط المجلس ...ودارت الايام وفي الخرطوم واصل عثمان دراسته ليلا واحرز الشهادة السودانية ومن ثم الجامعية فالماجستير والدكتوراه وكان نجما اذاعيا لامعا وله باع كبير في عالم المسرح .وتشاء الايام ان يتم اختيار عثمان هذا امينا عاما لمشروع سوداني عربي ثقافي وان يكون عضو تلكم اللجنة وتحت رئاسة عثمان ذلكم ضابط المجلس الذي رفته فيسلم عليه عثمان ويقول له :- انا اشكرك يا فلان لانه لولا رفتك لي لكنت ما زلت اطارد رفاصات مكافحة اعشاب النيل. كموظف في الدرجة(كي). ذلكم يا شوقي هو البروفسير عثمان جمال الدين ابن عامل بمصنع بحلويات ريا وهو الامين السابق للخرطوم عاصمة للثقافة العربية المتزوج من واحدة --- أكثر
↧