
وكنا نخاطب الشريف بـ"مُوّلانا",ولا ولاية أحد على أحد إذا أخذنا المعنى الحرفي للكلمة, لأن الأغلبية – متدينين وغير متدينيين – كانوا في دواخلهمه يعافون استخدام المصطلح الديني في مجال السياسة, وإلا لكان الأولى أن تتّبع الأغلبية تيّار الطائفة لأن التّطيُّفَ وإن لم يقتلْ أبا أحدٍ منهم.فهو ألزم ألسنةّ كثيرةً الصمتً وفي أحسن الأحوال كان يمنحهم حق الكلام الناقص فقط: (الحريّة الموزونة. والترجيح عند القطب محل الاعتقاد!!). نقول "مولانا" . لفظٌ وجدناه سائرا من قبل التحاقنا الطوعي بالرجل, أو استدعائه البعض لما عطرت سيرتهم في الداخل. وسيِّرّ هذا اللفظ نفرٌ من أبناء الحيران الذين لبّوا نداءات الشريف تجاوبا مع الطرح الشريف, وهذا شأنهم. والحق أن منهم من كان يجهر برأيه فيُسَرُّ لذلك المعلِّم. وأحيانا نستجير من الشبهة بكلمة "رَيِّس" التي فقدت طعمها في مصر السادات و"مسَّخها سدنة النميري". أمّا لفظُ "المعلّم" فقد اخترعه شابٌّ ممن رأوا في أطروحات الشريف بوارق أملٍ للخلاصِ من الظلم المايوي, فهرع للشريف يذرع معه مَشَقَّاتِ الدّرب الوعِر. وكان الشريف أعجِب بذلك الشاب ونعته بـ "الذكيِّ الشجاعِ", وكان الشاب العسكريّ يسارياً اشتراكياً آمن بالتعدديَة وخطر الفورات "الثورات" الانقلابية الفوقية. كأنه ندمً على احتفائه بمايو أوّل أوّل أمرها برغم أنه لا زال في مجال الخدمة العسكريّة ولولا أنه كان بعيدا عن الوطن في بعثة طويلة لكان أعفي من الخدمة عقب حركة مايو المعروفة بحركة هاشم العطا. كان النقيب "أبونخرة" يعُدُّ الحسين عسكريا فذّا يتفوّق معرفةً على الكثيرين من اللواءات "الورق". ولم يكوِّن رأيه هذا من الشعارات وما تبشّر به الكاسيتات وما تلهج به ألسنة الناس, ولا عجب فقد قضي معه الليالي الطِوالَ يناقش من منتصف الليل إلى ضحى النهاريناقشون أمر الخطوة القادمة, وبجانبه فنيّ برج المراقبة أحمد, وكان معهما د. سيف وأخوه. ولا أحد في العالمين كان يعلم ما نوينا عدا "أبو محمود, شوقي --- أكثر