
لو نط حرامي في بيت زول ، وسرق 100 جنيه ، ما يعادل 15 دولار إلا شوية حوكم بقطع اليد وبالسجن والغرامة . ولو قطعت يده في ميدان عام ، لتجمهر بعض ( الفرّاجة) ، وهتفوا ضده ثم هللوا وكبّروا . وستصدر بيانات من جهات تحترف الفتوي ، تشيد بالعقوبة الرادعة ، وتوصي بالمزيد من ( الحدود) وسيقضي باقي عقوبته في السجن ، ثم يخرج بيد مقطوعة ، كيما يقول أولاد الحلة عند رؤيته ( الحرامي أهو) ولو دخل إلى أي معاينة في أي حتة سيسأله رئيس اللجنة عن سر قطع يده ، وعندما يقول الحقيقة سيبعد من التوظيف نهائياً . وبالطبع لن يمنح رخصة ( سواقة) لأي عربية أو رقشة يسترزق بيها . ولن ينفع أن يشتغل ميكانيكي ، لأنه لا يستطيع تدوير مفتاح ( L&K) ،أو رفع العفريتة أو بنشر العجل . وفي خضم معاناته هذه ، لن ينظر الآخرون لدوافع سرقة الـ 100 جنيه ، أو لتفاهة المبلغ ، أو للرجل المسروق صاحب الـ 100 جنيه ، وعما إذا كانت هذه القروش من حر ماله أم مسروقة هي الأخري . ولو تم تعيين ( حرامي) آخر في منصب وزير أو مدير ، وشال قروش الخزنة أو ما يسمي بالمال العام ، واشتري بها قطعة أرض مميزة في حي فاخر ، ثم فرض رسوم علي الجمهور يتم توريدها لحساب خاص يشرف عليه شخصياً ، ثم حولها لحسابه الخاص من أجل أن يبني عمارة ناطحة سحاب ، لا يجرجر للمحاكم بحكم حصانته الدستورية . والغوغاء الذين كانوا قد تفرجوا على الحرامي (التعبان) ، سيطلقون على الحرامي ( المدنكل) إسم الوجيه ورجل البر والإحسان . ولو صاح واحد من الناس في وجه الحرامي السادن ( الحرامي أهو) ، ستصدر فتاوى ( حارة) على شاكلة إذا جاءكم فاسق بنبأ ولو دخل ( المدنكل) إلى أي تجمهر ، يستقبل بالتصفيق والتأييد ويمنح الدكتوراه الفخرية في علوم الجنجويد . وسيرتقي بسبب ( دنكلته) من منصب لآخر ، يمارس فيه حرفة السرقة والتجنيب دون عتيد أو رقيب . وفي خضم سرقة الأموال العامة لن ينظر الآخرون لماضيه ، وكيف أصبح ( العواطلي) سابقاً رج --- أكثر